Saturday, July 23, 2005

عنتريات ... أكشن تانى مرة

أصوات مضطربة ... خطوات متسارعة ... حركة غير طبيعية ... كلها عوامل جعلتنى أفرغ من صلاة الظهر على عجل بعد أن أستيقظت من قيلولتى فى أحد أيام الشتاء الدافئة ... وجدت أمى ممتقعة الوجه تهرول نحو شرفة شقتنا المطلة على الشارع الرئيسى فى الحى الذى نقطن فية ...
أستوقفتها متسائلاً عن ما يجرى تجيبنى وهى فى حالة من الذعر والهلع :"إلحق أخوك بتوع أمن الدوله واخدينو بدل عمك " إنتقلت حالة الذعرمنها لى وأنا أتخيل أخى ذو الخمسة عشر ربيعاً محبوساً فى جحر تأنف منه قوارض الخرائب أن تسكنه ...وهو أمامى يسير فى الشارع يمسك بتلابيبه أحد المخبرين متجها ً نحو متجر عمى والذى تجمعت أمامه ثلاث سيارات بوكس مملوءة بالعساكر والمخبرين وسيارة أمن مركزى مملوءة من بحفنة من أبطال ممارسة حقوق الإنسان المدججين بالسلاح ما خف منة وما ثقل لا تأخذهم فى الله لومه لائم وأعينهم تفيض بالحماس والإصرار* ... (جتكم البلا ... مليتو البلد).
أرتديت ملابسى على عجل وتوجهت صوب متجر عمى وأنا لا أعرف ما الذى يجب أن أفعلة لكى أستخلص أخى من بين أيديهم ... دخلت إلى المتجر متوجها ً بالسلام نحو أحدهم فلم يرد على السلام وسألنى من أنت ؟ أجبته بأسمى ثم سألته لماذا أخى هنا ؟ قال لى كبيرهم (ظبوط يعنى) :" هنخلية معانا لحد ما فلان -عمى- ييجى ويسلم نفسه " (عمالت فيها سبع 7 رجاله) قلت له :" يا فندم ده عيل وأمه ممكن يحصلها حاجه لو أنت أخدته معاك .... حضرتك ممكن تأخذنى أنا بدلاً منه وهو يروح " فرد على بكل بساطة وقال :" هتفضل معانا أنت وأخوك" ... قالها وكأنه يضع قالب من الخشب فى فمى ... فسكت .
فى تلك اللحظة جاء عمى الكبير - عميد الأسرة - ودخل علينا فى المتجر وقال له - أى للظبوط - :" يا بيه خلى ولاد أخويا هما مالهمش دعوة بالمواضيع دى وخدنى بدلا ً منهم " ... فما كان من الحاكم بأمرة إلا أن قال :" هتفضلوا معانا إنتوا التلاته " . وعلى ما يبدو أن عمى لم يستسغ ذلك القالب الذى ُمنىَ به فقال :" مهو حرام كده يا بية ... إحنى عملنالكم إية علشان البهدله إللى بنتبهدلة دى ... تخربوا بيتوه وتأخدوا بضاعته ... دة يرضى مين دة ... هو أحـ..." لم يكمل عمى كلماته الغاضبة عندما صرخ فية ذلك الظبوط :" أخرس" .... .
===============
معلش أنا مش هأقدر أكمل ... كل ما أفتكر الأيام دى أحس إنى هانفجر ويعترينى الغضب الشديد وينقلب حالى وأصبح شخص أخر .... لنا عوده .
* كانت أعينهم مملوءة بالحيرة والضياع ... هذه حقيقة ... ولكن كتبت ذلك علشان أفش إلى جوايا

0 Comments:

Post a Comment

<< Home