Tuesday, July 26, 2005

عنتريات ... تكملة للملوخية

سلام عليكم ... وعليكم السلام ... إلقاء السلام على مجموعة من أشاوس قاع المجتمع المصرى هو أول شئ فكرت فية عندما دلفت إلى الزنزانة بصفتى رهينة لدى حكومتنا الرشيدة لحين القبض على عمى - المعارض السياسى ذو التوجه الإسلامى - فأنا لا أءمن غائلة هؤلاء الناس ...

المهم تلقيت مع الرد الكثير من نظرات الريبه والترقب والتحفز منهم وأسندت ظهرى إلى الحائط وجلست نصف جلسة نظراً للقذارة الظاهرة على الأرض و رائحة هى مزيج من رائحة العرق والرطوبة الرهيبة ومخرجات عمليات الهضم- لما يزيد عن عشرين مسجوناً على الأقل - والتى تنبعث من حفرة بدون باب يفترض أن تكون حماماً.

هى كالعادة جحر - لا يمكننى بأى حال أن أسميها أى شئ آخر - لا تزيد مساحتها عن 3م × 3م جدرانه وحتى السقف مليء بالكتابات والذكريات الخاصة بالمساجين وياللعجب وجدت كتابات الإسلاميين بشكل لافت للنظر ...

كانت تأملاتى هذه هروباً منى من النظر إلى تلك الوجوه العكرة - إن صح التعبير - على العموم قطع تلك التأملات صوت يأمرنى بالجلوس على حافة فراش أحدهم عرفت فيما بعد أنه المعلم "هـ" ريس المكان - وهذا عرف لابد منه فى الفنادق الحكوميه حيث يرأس المكان أكبرهم سناً وأكثرهم سجناً - فأعتذرت مدعياً الأدب و أحترام ممتلكات الآخرين ...

فما كان من أحدهم "ر" إلا أن أكفهر وجهه وتراقصت الأوردة والشرايين فى وجهه الأحمر من سخونة المكان رغم برودة الجو وصاح فى غضب وكأنى أكلت ومسحت يدى فى رأسه " ما لك يله - يا ولد - أنت أطرش ولا مبتسمعش المعلم بيقولك أقعد ولا أنت هتعملى أفندى بـ .." قاطعة المعلم "هـ" - والحمد لله - آمراً إياه بحكمه وببطء - ريس بأه -"سيبه على رحته يا "ر" ... أنت بأه إللى جابك هنا ؟" أجبته" تحرى "
تسائل مرة أخرى - ماهو تحقيق برة وجوة
- أخدوك منين ؟
- أجبت - وياليتنى ما فعلت - من بتنا ..
- إزاى يعنى تتاخد تحرى من بيتكو ... أكيد عملت حاجه*1 .
- أهو ده إللى حصل .

أكفهر وجه "ر" مرة أخرى هو وقطيعه هذه المرة وقام غاضباً مفتعلاً خناقة معى " أنت هتستهبل يا ابن الكلب ... إنت شكلك هتتنفض إنهارده "
قالها ونحن نتبادل السباب والتشويح بالأيدى و هم بضربى هو وبقية القطيع إلا أن الله سلم وقام المعلم "هـ" وأزاحه عنى وقال لى :" إنت مش عاوز تليمها على بر .. إحنا بنسألك يمكن نقدر نساعدك*2 .. وإحنا هنا مش ورانا غير القصص دى ... معلش يا "ر" سيبه هو بس مخضوض من المكان... إنت أول مرة تخش زنزانة ولا سوابق؟ "

- لا دى تانى مرة - أكشن تانى مرة :) -
- أمال مالك مأفل كده ليه ... أقعد وروق كدة ... مش معاك حباية بيضة*3 يا " ر" ..

فى تلك أثناء دخل عمى الكبير - لم يكفهم رهينه واحدة فأخذوا الآخر 57 عاماً - إلى الزنزانه وأجلسته مكانى وألقى السلام على الجميع .سألنا المعلم "هـ"
- إنتوا تعرفوا بعض ؟
- ده عمى
- ده إبن أخويا
- تشرفنا ... شوف يله يا "م" مع عمك الحاج أثنين جنية ولا أى حاجة بدل ماإحنا أعدين كدة.
وقع قلبى عندما سمعت بهذا لأنى نزلت من البيت عندما جاؤوا بسرعة دون أن آخذ أى شئ معى فلقد كنت أبيض ياورد ... وجاءت المفاجئه عندما رد عمى بأنه ليس معه أى نقدية سوى جنية ونصف ..

يتبع


=================


*1 عادهً يأخذ المواطن المصرى من الشارع أو من المقهى - وليس من البيوت - لأى سبب - غالباً شكله مش عاجب الظابط - للإعتقال بدعوى التحرى عن ذلك المواطن ويلبث عادةً ليلة فى سويسرا - المعتقل يعنى - إن كان محظوظ أما إذا كان غير ذلك يدعوا الله أن يكشف الغمة عن عين الحكومة و تعرف أنه مواطن مسالم ليس إلا .

*2 غالباً يكونوا صادقين فى حال إن كنت على هواهم .

*3 حبوب هلوسه - كحه - برد - مسكنات أى شئ من الممكن أن يعطيهم شعور بأنه عامل دماغ ويتناولونها كما لوكانت لب للتسالى .أنهوا فى ذلك اليوم أكثر من خمس أشرطة من هذه الحبوب لكل واحد منهم .

0 Comments:

Post a Comment

<< Home