Tuesday, August 09, 2005

شيزوفرينيا ... لأ.. دى مناخوليا

قرأت مقالاً لدى مدونة " وش مكرمش " أثارت لدى العديد من الخواطر ومشاعر الإزدراء و التعجب التى تعترينى عند مشاهدة التليفزيون المصرى .

فلقد كنت دائماً أتسائل عند مشاهدة أى إعلان أو مسلسل أو حتى فيلم " الناس دى منين ؟ " ، وسبب تساؤلى واضح ، فالمسلسلات على سبيل المثال دائماً - إلا ما ندر - تتناول أحد موضوعين إما صراعات رجال الأعمال أو حتى موضوع درامة إجتماعية فى بيئة رجال أعمال والموضوع الآخر هو الصعايدة .

وأشفق على المواطن المصرى البسيط عندما يستمع هو وعائلتة إلى أحد هذه المسلسلات التى تدور أحداثها فى أفلاك القصور والفيلات وبلاد العجائب وكل ممثل قد استل سيجار صباع كفتة وإتفشخ فى كلامة وهو يتحدث عن الصفقات ذات الأصفار الستة وكيف أنه قد خسر كام مليون فى صفقة بيض العصافير وكيف سيعوضها فى صفقة الجزر المخلل القادمة من بلاد الشمس والهوا والقلب إلى إتكوى ، والمسكين يا عينى يا دوب لاقى ياكل وأولادة يسألوه :" جبلنا درينك يا بابا زى إلبيشربوه فى المسلسل" ومراتة بجوارة تمصمص شفتيها وتندب حظها العاثر الذى أوردها موارد الشقاء وتتذكر بنت خالتها التى تزوجت من التاجر الكبير الذى يفسحها فى القناطر كل شم نسيم ، طبعاً بعد عدة إعلانات للسمنة وكام إعلان شاى على كام إعلان زيت من أبو سبعة تمانية جنية تبتدى تطلع القطط الفاطسة على دماغ الغلبان وتطالبة بعظائم الأمور وتبتدى إسطوانة هات هات، وتتوالى المسلسلات على هذه الشاكلة وكأن الناس عايشة فى كوكب والتليفزيون المصرى فى كوكب تانى .

وخد عندك إعلانات أليس فى بلاد دريم لاند والرحاب والساحل الشمالى - الذى لا يدرى فى أى دولة يقع - ، وإعلانات موبينيل وفودافون ما بين الشواطئ وبين السيارات الفارهه وهو يرى شباب مروش دماغة فيها كلاب والده لا تفارقهم الحسناوات وكأن الحياة بمبى بمبى والدنيا ربيع و الجو بديع ... هو فية إيه ؟؟؟!! هوإحنا مش فى مصر ولا إحنا مش من هنا ؟؟ !!

هتشترى ولااااااا

أما مسلسلات الصعايدة التى تضعك فى حالة إزبهلال او عته طفولى بسبب قصة المشاحنات المتبادلة بين عيلة الضمرانى والواد عطية ابن ام عطية الذى تقع بنت الضمرانى بية أسير عيونة المعمصة وكأن الصعيد لا يوجد بة سوى ذوى الأملاك وحروب التار المتوارثة بين العائلات ولا توجد به عقول أونبغاء .

وتستمر حملات التحريض ضد عقول الناس بحشر قصص الحب المبررة والغير مبررة فى كل مسلسل لدرجة أن المسلسل الواحد تجد فية تلات أربع قصص حب على كام حالة إستلطاف متعرفش لية وكلام فى العضل وتحت الجلد عن تعاون الشرطة والحكومه مع الشعب المطحون فى معاناته مع الأشرار ولاد الكلب .
الأفلام ... ففى أفلام الثمانينات والتسعينات ترى شجيع السيما إلبيضرب بكف مية وألف، وبيحب ست الحسن والجمال - حيزبونة مصر الأولى وجزمة الجماهير - ويحارب من أجل أن ينال المراد ويخلف منها بنين وبنات ، طباعاً كانوا بيحاولوا يقلدوا الأفلام الهندية بس للأسف حتى الأفلام الهندية فشلوا فى سرقتها ، ودائما ً وأبداً تجد قصة حب بين بطل الفيلم الصعلوك - وإلهو يمثل غالبية الشعب المطحون - وبين الغندورة ذات الحسب والنسب والمال والتى يتصارع على جمالها الرجال ، وطبعاً تضرب الكل بالجزمة وتغامر بحرمانها من الميراث من أجل الواد حمكشة الصايع بطل المهزلة السينمائية.

أما أفلام العهد الحالى فأحسن لك تعصر على نفسك خمس ست لامونات وإنت بتشوف حفنة من الظرفاء معهم السنيدة وهم يمثلون فيلماً فى الغالب مسروق وينتزعوا منك الضحكات كأنها ولادة عسيرة .

المسرحيات فحدث ولا حرج وكأن شارع الهرم فتح له أفرع جديدة فى مسارح مثل الهوسابير ونجيب الريحانى وأسماء لأعمال مسرحية من قبيل " شلح وإجرى فى الظلام " و " خربط على خربط" ما عدا مسرح محمد صبحى ..الحق يقال .. مسرح هادف رغم ديكتاتورية صبحى الواضحة فى جميع أعمالة .

هتكلم على إيه ولا إيه ، الفن فى مصرحاله يقرف، وخلى ناس كتير تهجر السينما العربية وتتجه نحو الأفلام الأمريكية والأوروبية ، أى نعم فيها أفشخانات بس صنيعية ومش بيستعبطوا والأكثرية منها تحترم عقل المشاهد وتقدم فن هادف وممتع فى نفس الوقت .

وفى المجمل أنا حاسس إن القائمين على الإعلام فى مصر سواء كان تليفزيون أو سينما أو ممثلين أو شركات إعلان ، بتستهبل الشعب المصرى وبتتعامل معة مثل صديق السوء الذى يعرض علية كل ما يثير الغرائز ولا يرقى بفكرة ، وكمعاملة القاصر الذى لايصح أن يعى الأمور وكأنها مؤامرة على عقول الناس وأذواقهم .

رحم الله المتنبى حين قال : وكم بمصر من المضحكات :: ولكنه ضحكٌ كالبكا

9 Comments:

At 10/8/05 03:33, Blogger shady said...

حكومة لا تعبر عن الشعب
سياسه لاتعبر عن الشعب
اعلام لا يعبر عن الشعب
اشمعنى الفن عاوزه يعبر عن الشعب

 
At 10/8/05 09:10, Blogger مــهــــاجـــر said...

عزيزى شادى

يمكن يكون للفساد والديكتاتورية والحكم الشمولى تأثير بالغ على حياة الناس وتوجهاتهم الفكرية وأسلوب تعاملهم مع رموز وأدوات هذا النظام.

ولكن تأثير الكلمة والصورة - الفن عموماً - مثل السحر أو المخدر القوى الذى يبث فى عقولنا وأفكارنا، ولعلك تجد أجوبةٍ ما بين السطور بعد إطلاعك على تاريخ المحروسة على أسئلة مازالت تؤرق كل ذى عينين وهو لماذا هذا الخمول فى الحركة السياسية فى مصر ؟ - لا أبالغ إن قلت منذ عهد المماليك - ولماذا دائماً لنا هذا النصيب الوافر من الديكتاتورية على مر العهود ؟ ولماذا لا توجد ثورات أو حركات تحررية أو شعبية - مثل حركة إميليانو زاباتا فى المكسيك - إلا فيما ندر وليست ذات تأثير - غالباً نتائج هذه الثورات تنعكس بالفائدة على طالبى النفوذ والسلطة من زعماء تللك الثورات التاريخيين - غالباً ستجد نفس السبب ألا وهو تخدير الناس بشئ يناسب كل عصر .

عصرنا الحالى الفن الهابط والكلمة التى تشبة السم فى العسل والإشاعات والأحداث التافهة التى تـُهول ، هى من مخدرات هذه الأيام وطبعاً الحالة المعيشية المتدنية هى أشد أنواع تلك المخدرات تأثيراً فكل منا يلهث وراء الحد الأدنى من متطلبات العيش فكيف يفكر الناس إذاً فى أشياء تعد فى هذه الحالة من قبيل الترف مثل حقوق الإنسان و الإصلاح السياسى والإقتصادى والفساد المستشرى فى أوصال هذا الشعب وإستنهاب مقدراتة من قبل 2/1 % منه ؟

كل ما أريده أن ننفض غبار الزمن عنا ونفوق للعالم ولاد الكلب دول

 
At 10/8/05 11:44, Blogger sydalany-وش مكرمش said...

أنا معاك في كل كلمة قلتها

و لي تعقيب على نقطة معينة
بالنسبة لل
أفلام الجديدة لازم تنزع الضحكة لإنها فعلا بقت صعبة جدا ..سؤال ليك دلوقتي بنسبة كام في المائة تتوقع إنك لما تقول نكتة لواحد يضحك؟؟؟

بص على المسرحيات القديمة أوي
كانت الناس بتضحك على أي حاجة و كل حاجة
دلوقتي ..بعد ما تقول النكتة ..حيقولك صاحبك ..و بعدين حصل إيه؟؟

آه نسيت أشكرك على الكومنت

 
At 10/8/05 13:12, Blogger مــهــــاجـــر said...

عزيزى صيدلانى

يا باشا العفو ... قشر إنت بس وإحنا ناكل :)

بلاش موضوع كام فى المية ده، علشان دى أسرار دولة ... بس مبدئياً الضحكة الصافية قتلوها فى قلوبنا وشيلونا هم الدنيا كلة فوق روسنا- الله يخرب بيوتهم - ولو لاحظت الغالبية العظمى من الناس بتتكلف الضحك محدش بيضحك من قلبه اليومين دول ، ودى تمنها غاااالى أوى عندى .

ساعات كتير بحاول أمرن نفسى على الضحك - تصدقها دى - وأفتكر النكت إلى أنا كنت حافظها بس للأسف تفشل معى محاوله التذكر، وساعات أنا وشلة الحضانة - الله يمسيهم بالخير - ندور على النكت ونحكيها لبعض دلوقتى مفيش غير الهموم .

وكنت بأنتظر فيلم الزوجة13 لشادية ورشدى أباظة علشان أضحك وخصوصاً فى مشهد نوبة الضحك التلقائى التى تنتابة هو وحسن فايق وعبد المنعم إبراهيم :)

تعرف أجمل شئ بخلينى سعيد وأضحك من قلبى ... الأطفال ، علشان لسة قلوبهم طاهرة ونقية وعندهم عفوية عجيبة .

وعلى رأى ثومة :

وعوزنى أرجع زى زمان
قول للزمان إرجع يا زمان
وهاتلى قلب ماداب ولا حبش ولا شاف حرمان .

أو كما قالت

 
At 10/8/05 23:17, Blogger Mr-Biboooo said...

اقولك الصراحة و لاايه بصراحة اول زيارة ليا
سلامو عليكو
حلو الموضوع ده بس الحق عليك انت
بقى يا راجل فى حد لسه بيتفرج ع الهبل ده فكك
على فكرة انا واصدقاء ليا عملنا فرقة مسرحية صغنتتوتة هدفها مش تقديم فن محترم بس لكن الفنان نفسه يكون محترم
صدقنى يا مهاجر المشكلة ان الفنان نفسه و الوسط مبقوش بيحترمو نفسهم هيحترمو اللى بيقدموه

 
At 11/8/05 00:25, Blogger ROMANTIC ROSE said...

انا معاك ان فيه اسفاف في الاعلام و ادواته في كل مكان .. بس كمان مش هنعمم .. يعني فيه حاجات حلوه و بتشدنا .. و مسلسلات الصعايده بالاخص لما بتكون مكتوبه حلو و الممثلين "ماوراهمش اوردر ف قهوه تانيه" .. عندك مثلا مسلسل الفرار من الحب و مسلسل الليل و اخره .. مسلسلات كانت ممتازه من وجهه نظري و حبتني قوي ف الصعايده و فرجتني امثله قصص حب مالهاش وجود الا ف التليفزيون و بس..

انت نسيت تتكلم عن الجرايد و ما ادراك ما الجرايد..اما جرائد قوميه كلها كدب ف كدب او جرايد صفراء كلها فضايح ف فضايح .. و قله قليله شريفه تجاهد لتصل للجمهور العريض من الشعب المطحون.

اما بقي عن الستات اللي بيتعاركوا مع ازواجهم علشان مش بيجيبولهم و حالهم علي القد .. فدولا ستات نكديين موجودين ف كل حته سواء بالتليفزيون او من غيره .. حدث عنهن ولا حرج.

استمتعت بالموضوع يا مهاجر و الينا بالمزيد.

 
At 11/8/05 08:19, Blogger مــهــــاجـــر said...

Mr-Biboooo

وعليكم السلام ... مرحب بيك البلوج منور يا باشا ... وأرجو إنك تكون ضيفى دائما
ً
كلامك صح والدليل على ذلك فضائح الفنانين التى أزكمت الأنوف وأصبحت الشغل الشاغل للكثير من الناس .

وعندما تنظر إلى العمل الفنى بنظرة موضوعية تجدة فاشل بالدرجة الأولى ولذلك أنا أكاد لا أسمع أو أشاهد سوى الأعمال الأجنبية .

والحقيقة هناك الكثير من الأعمال الهادفة ولكنها مثل القطرة فى بحر وعليه تجد مشقة كبيرة فى أن تجد شئ جميل وهادف وممتع والأهم إنها بتحترم عقول الناس .


Romantic Rose

للأسف يا رومانتيك روز الأعمال الحلوة أصبحت قليلة جداً وأستهلكت تحويراً وإعادة كتابة فى صورة مسلسلات أخرى أو أعمال فنية تستمد نجاحها من العمل الأصلى مثل المسرحيات التى تقلب أفلام ومسلسل "ذئاب الجبل" والذى أعتبرة أبو مسلسلات الصعايدة ليس فقط فى فكرة المسلسل الأساسية ولكن أيضاً فى الموسيقى .

أما بالنسبة للقصص الجيدة فهى فعلاً لا تنسى مثل مسلسل " الفرار من الحب " وقلما نجد عمل مكتوب بهذه الحرفية العالية .

أما الجرائد فأنا لم أنساها ولكنها قصة تانية خااااالص سيأتى ذكرها فى وقت قريب إن شاء الله

 
At 18/8/05 12:01, Blogger moe said...

وجدت مدونتك بالصدفة,رائعة جدا

 
At 18/8/05 12:34, Blogger مــهــــاجـــر said...

لون ولف

شكراً على هذه المجاملة اللطيفة ،مدونتى المتواضعة نورت بوجودك فيها .. أهلاً بك دائماً وخد راحتك

 

Post a Comment

<< Home