Wednesday, August 10, 2005

عفواً يا سيد... الوزارة عائلية جداً

كانت لى هواية غريبة إلى حدٍ ما وهى قراءة تترات البرامج والأفلام والمسلسلات بإعتقاد منى بأن هؤلاء يستحقون على الأقل بأن يعرفوا هذا بالإضافة إلى صفحة الوفيات بالجرائد المصرية - من باب كشف الخبايا ومين بيتمحلس على مين - وأكتشفت حاجة غريبة ، إن معظم العاملين فى الحكومة المصرية أقارب فى بعض ، فلقد وجدت فى التليفزيون لعائلة الأتربى وشركاة - ليمتد ، أكثر من عشر أسماء فى التترات هذا بالتأكيد غير ولاد الخال بالأسكندرية وطنطا ودمنهور وأولاد الخالات بالبحيرة وعرب الدلينجات ونفيشة بالإسماعيلية والأحبة والأصدقاء بالمنيا وشيمبارة الميمون ومركز أجا دقهلية .
ومما زاد من دهشتى أكثر عندما وجدت الأمر يتعدى الوظائف الإدارية وأصبح الممثلين أيضاً يشركون أبنائهم فى بعض مسلسلاتهم وبعض من يمتون إليهم بـِصِلة ، هذا طبعاً غير عزب مدينة الإنتاج الإعلامى الخاصة بمجموعة الليثى للـ #%$&! الإعلامى . طبعاً هناك المزيد ولكن ده للمتأكد منه وكل واحد ممكن يدلى بدلوه فى هذا الموضوع وحنكتشف حاجات تشيب لها الولدان .
طيب دى وزارة الإعلام ماذا عن وزارة الخارجية ؟
الحقيقة كان لية تجربة شخصية هناك . دائماً كنت أسمع إن دى من الوزارات العائلية والغالبية العظمى من موظفيها - السلك الدوبلوماسى على الأقل - هم أبناء واحفاد السادة السفراء والوزراء وأبناء قضاة فى الهيئات القضائية العليا ، ورغم ذلك قلت فى نفسى " دى إشاعات مغرضة تنال من شرف صرح مصرى عظيم " ، وأنا فى الحاجات دى عندى مبدأ إنى لا آخذ بخبر على إنة قضية مسلم بها إلى أن أتأكد بذات نـَفـَسَى ، وعلى ذلك مكدبتش خبر ورحت شادد الرحال إلى مبنى الوزارة لتقديم أوراقى ، لسببين
الأول : يمكن تضرب معايا وهوبااااا أبقى من أصحاب الطبقة العليوى وأكون فى السلك وحدش يعرف يكلمنى . حد يعرف لية سموه سلك ؟
الثانى : وهو دافعى الحقيقى إنى أهزم التابو إلجوايا - رغم جميع المؤشرات تقول أن طريقى مسدووووود مسدوووود ياولدى - وأثبت لنفسى إن محدش أحسن من حد وإلشاف غير إلسمع ،ممم وأمر آخر ... إخوتى... رغم كونهم صغاراً فى التعليم إلا أنهم على إدراك بحقيقة البطالة وإن الشهادات بس للتعليق على الحيطة وبناءً علية لم يكونوا متحمسين أو لهم طموح دراسى ، فأردت أن أعلمهم أن كل شئ جائز وممكن بس نحاول .
المهم قدمت ، وعورونى فى ميييية جنيييييية كاملة كان قلبى بيتقطع عليها ونفذت طلبات كانت بالنسبة لى شبة مستحيلة وتحدد يوم الإمتحان ... وذهبت فى اليوم الموعود وجدت شباب وبنات زى ما تقولوا كده مش ساكنين البلد دى أصلاً وجم يمضوا حضور أقصد يمتحنوا ويقضوا يومين وشكراً على كده ، إلأبوة سفير وإلأبوة مديرأمن مراجيح مولد النبى ، وإلعموه قاضى بمحاكم التفتيش العليا والوطيى والمحاكم التى اسمع عنها والتى لم أسمع عنها وإلعيلتة محتلة نص البلد وضع يد - غتاته كده - وإلخالة عقيد بمخابز أمن الدولة المهم قلت يا واد خليك فى نفسك وركز علشان تبقى من عليه القوم وتبقى ليلة ياعمدة .
بعد إنقضاء أربع أيام عسيرة لاحظت الموضوع تحصيل حاصل للبعض ، والبعض واخد الموضوع بجدية وشرذمة يشبهونى مكفيين على الكتب ودوريات الدراسات السياسية وحالهم باين عليهم ... طبعاً خلص الإمتحان والسبوبة إتلمت وآدى وش الضيف .
وطبعاً إنتوا سِيد العارفين بأساتذة الجامعات مين همه وبيعملوا إية ... طبعاً كلهم حيوية وعزم ورمه .
وإلمش مصدقنى يعمل حاجة ظريفة خالص .. يضحى ويعصر على نفسة لمونة ويشترى الأهرام ويقرأ
صفحة الوفيات ويشوف إعلانات العزاء والوفاة، إلأبوه مدير شركة وعمه ماسك الشركة إلجنبها على طول وإلجوز خالتة رئيس مجلس إدارة وأبناء العم وأولاد الخالات إيشى محاسب فى بنك أجنبى وإلفى أمريكا ... وهلم جرا


الحقيقة يا سادة لم يكن غرضى من كتابة ما سبق هو التنفيس علشان الواحد ميطأش أوعلشان أجرس حكومتنا لا سمح الله ولكن لسبب آخر وهو أريدكم أن تشاركونى فى الإجابة على سؤال أخلاقى محيرنى ألا وهو " إذا كنت فى مكان وزير أو مدير أو فى منصب كبير هل سأفعل ما يفعلة ؟؟؟ "
بمعنى آخر هل سأساهم بنصيبى فى كعكة الفساد والمحسوبية زى ما بيحصل ولا هأعمل خضرة الشريفة ؟
الحقيقة أنا أحترت!، لأنى طبقاً للظروف الحالية للبلد وظروفى الخاصة، إحتمال كبير جداً أكون زيهم ويمكن أسوء منهم !! وفى نفس الوقت لو فى ظروف آخرى ممكن أن لا أكون مثلهم .
السؤال ده لازم نسألة لأنفسنا قبل ما نعمل فيها شهداء الحرية والديمقراطية المسلوبة ، ودة مش إنتقاص للبنعملة ... أبداً ولكن مش حابب نكون مندفعين وفينا حاجة مش مظبوطة وإلا كل حاجة ممكن تنهار فى لحظة ضعف أى حد فينا معرض لها .
وإلخلانى أكتب عن الموضوع دة إن إحنا كتير ما بنسمع عن معارضة بتوصل للحكم أو بتحقق جزء من مطالبها وبعد كدة كل واحد يشوف مصالحة ، يعنى بالبلدى كدة خد الشعب كُـبرى سواء بقصد أو بدون قصد حتى وصل وأصبح من أصحاب الرفعة ، وأنا لا أشكك فى ذمة أحد ولكن محبش أتصدم فى نفسى أو فى غيرى فى الوقت الحرج .
والسؤال دة جزء صغير من عدة أسئلة حقيقية واقعية لازم نلاقى لها أجوبة ... مثلاً :
لو سعيت فى إنك تأخذ إعفاء أو تتهرب بطريقة ما من الجيش هل هذا يعنى إنك مش مخلص لوطنك ؟
لو إجاتلك فرصة تشتغل فيها بالحكومة عن طريق الكوسة أو حتى بالرشوة هل ستقبل؟ وهل هذا معناة إنك فاسد أو بتساعد على الفساد ؟؟؟ طيب فى الحالة دى لو شوفت حاجة غلط أو مطلوب منك تجارى الوضع ماذا سيكون موقفك ؟؟؟ طيب لو فية إمكانية إنك تكبرشوية بس مطلوب منك شويه تفتيح مخ على حبتين نفاق على حبة دوكة ممكن تعملها ؟ طبعاً الثمن فى جميع الحالات إنك تسكت خالص وبلاش سياسة وكلام كبير .
قيس على هذا المنوال مختلف جوانب حياتنا ، والإجابة على هذه الأسئلة حيوى لبلدنا قبل مايكون لنا ومجرد إن إحنا إبتدينا نجاوب بصدق مع النفس ووضوح يبقى وضعنا رجلينا على بداية الطريق الصحيح
أفيدونى أفادكم الله

2 Comments:

At 12/8/05 07:10, Blogger ROMANTIC ROSE said...

عزيزي مهاجر .. ربنا معاك و يا رب تتوظف مش علشان مستقبل ولا غيره لان محدش بيموت م الجوع يا ولدي و لكن علشان صوره القدوه الضائعه عند اخواتك لان اخواتي نفس القصه و ما باليد حيله ..

اما بالنسبه لأسئلتك المتعلقه بمدي شفافيتنا اذا كان في ايدنا زمام الامور هجاوبك علي اسئلتك بالدور ..

1-لو إجاتلك فرصة تشتغل فيها بالحكومةعن طريق الكوسة أو حتى بالرشوة هل ستقبل؟
الاجابه .. حصل و لم اقبل و الحمد لله .. فكيف ابدأ حياتي بالرشوه و اخد مال حرام ممكن بعد كده اربي منه عياله ؟

2-وهل هذا معناة إنك فاسد أو بتساعد على الفساد ؟
الاجابه .. اكيد فاسد بالثلث.

3- طيب فى الحالة دى لو شوفت حاجة غلط أو مطلوب منك تجارى الوضع ماذا سيكون موقفك ؟؟؟
الاجابه .. لو وافقت ف الاول يبقي لو شفت حاجه غلط هخرس و مش هنطق اعمالا بمبدأ "اطعم الفم تستحي العين" ما هم كسروا عيني خلاص بشغلهم و فلوسهم الحرام هفتح بؤي ازاي بقي ؟

4- طيب لو فية إمكانية إنك تكبرشوية بس مطلوب منك شويه تفتيح مخ على حبتين نفاق على حبة دوكة ممكن تعملها ؟
الاجابه .. انا اسفه احب لما اكبر بمجهودي و لما استحق الترقيه .. غير كده الله الغني.

و اخيرا .. ربنا ع المفتري .. قولوا امين

 
At 13/8/05 18:42, Blogger مــهــــاجـــر said...

رومانتيك روز

أمين ... الموضوع ده الصراحة مهم لأن الواحد بتقابلة مواقف فاصلة تحدد درجة إنتماؤه وشخصيتة لذا يجب أن نضع أنفسنا مكان الآخرين عندما نبتدى نتكلم عليهم ونوزن الأمور بميزان حساس لايحابى أحد حتى نفسى .

أنا على فكرة كنت موظف برضو وكان أقصى مجهود أفعلة هو قراءة الجرائد وممكن أروح للشغل مرة أو مرتين فى الأسبوع على الأكثر ومعايا مجموعة من الهليبة والموضوع ده سبب لي أزمة نفسية وأتخذت قرار بأن أستقيل وكاد جميع من حولى أن يجنوا لأنها فرصة نادرة ومرتب كويس و أنا فى أمس الحاجة لة بس أنا كنت مرتاح نفسياً لما عملت كده .
ورغم ذلك لاأزال بين الحين والآخر أضع نفسى فى مكان الأخرين أسئل نفسى أسئلة مشابهه لما سبق

وللأسف الشديد الموضوع ده سبب أساسى لسلبية الكثير من المصريين وعزوفهم عن المشاركة الفعالة وبذلك أصبح الملعب خالياً لقلة من الإنتهازيين وذوى المنفعة .

يسرنى أن أجد شخص يفعل بمايؤمن به مثلك

 

Post a Comment

<< Home