Saturday, July 30, 2005

فكرت .. قصيدة لأحمد مطر

فكرت بأن أكتب شعراً

لا يهدر وقت الرقباء

لا يتعب قلب الخلفاء

لا تخشى من أن تنشره

كل وكالات الأنباء

ويكون بلا أدنى خوف

في حوزة كل القراء

هيأت لذلك أقلامي

ووضعت الأوراق أمامي

وحشدت جميع الآراء

ثم.. بكل رباطة جأش

أودعت الصفحة إمضائي

وتركت الصفحة بيضاء!

**

راجعت النص بإمعان

فبدت لي عدة أخطاء

قمت بحك بياض الصفحة..

واستغنيت عن الإمضاء!

!!!!!!!!!!!

أبيات


:قال الكاتب الكبير نزار قبانى هذة الأبيات
السر فى مأساتنا
صراخنا أضخم من اصواتنا
و سيفنا أطول من قامتنا
خلاصة القضية
توجز فى عبارة
لقد لبسنا قشرة الحضارة
و الروح جاهلية
لا تلعنوا السماء
اذا تخلت عنكم ,, لا تلعنوا الظروف
فالله يؤتى النصر من يشاء
و ليس حدادا ً لديكم يصنع السيوف
خمسة آلاف سنه
و نحن فى السرداب
ذقوننا طويله
نقودنا مجهوله
عيوننا موانىء للذباب
يا أصدقائى
جربوا أن تكسروا الأبواب
أن تغسـلوا أفكاركم و تغسلوا الأثواب
يا أصدقائى
جربوا أن تقرأوا كتاب
أن تكتبوا كتاب
أن تزرعوا الحروف و الرمان و الأعناب
أن تبحروا الى بلاد الثلج و الضباب
فالناس يجهلونكم
فى خارج السرداب
الناس يحسبونكم
نوعا من الذئاب
و شكرا ً

Thursday, July 28, 2005

بتحلم بأيه ؟



فكرة جميلة طرحها الأخ صعلوك بمدونته القيمة ... والحقيقة أنة بهذا السؤال أثار لدى شجون وأحلام كانت مؤجلة لحين إشعار آخر حتى تكدست عليها أتربة النسيان والكد فى الحياة ..

والمتأمل للشباب فى وقتنا هذا يدرك أنه فى أحد حالين إما أن يكون بلا هدف أو بمعنى أصح مش عارف عاوز إيه .. أو أنه من ذوى العقلية السنجابية والتى تناولها الإعلامى المتميز جمال الشاعر فى إحدى مقالاته القيمة.

وللأسف الشديد آكاد أكون جازماً بأن هناك إتجاه وسياسه متبناة بجعل شعوب العالم الثالث عموماً والشعوب العربية خصوصاً فى حال كد وبحث دائم عن ما يُسد به الرمق أوالبحث عن الحياة الميسرة عند الطموحين من الناس حتى لا يفكروا فى أشياء خطرة كالحقوق الدستورية للمواطن وحقوقة كإنسان والمطالبة بالديمقراطية والحرية الفكرية .

وكنت قد كتبت :" بحلم بيوم أقف فيه أمام أى ظالم مستبد حمااااااااار* وأقول له - بلاش خلينى مؤدب - أنا هأشكيك فى مجلس حقوق الإنسان وأرى وجهه قد تغير وأنقلب حالة ويركع على رجلية وقول لى بلاش أرجوك أنا صاحب عيال :) .

بحلم بيوم يتخلص فية الناس كلهم من آثار الفقر والذل والدكتاتورية والتى تجعل من المصرى - بلاش خليها البنى آدم - حاجة تانية غير إنه يكون عندة نخوة أو شهامة- الله يرحمها - أو آمانة - الفاتحة على روحها - حيث إنتشرت الأنانية وعدم الضمير والسلبية والـ"تغلبة إلعبة" و"إن كان عندك حاجة عند الكلب قولة ياااااااا سييييدى" و أخيراً وليس آخراً المثل الوطنى " عيش كلب - أقصد ندل - تموت مستووووور"

ولا عزاء للشرفاء "

بحلم بيوم تضمحل فية "الأنا" والذاتية وعدم مراعاة الأخرين ... بحلم بأناس - شباب على الأخص - عندهم عطاء بلا حدود وإنكار للذات ... فكرة خدمة وطنة وأهل بلده بالغالى والنفيس هى هاجس لا ينفك عنة .


بأحلم بيوم يمنح فية الطالب حرية التعلم والإختيار بين ما يحب من التخصصات ولا يجبرة مجموع لة ظروفة ولا إختراع أهبل أسمة التنسيق *2 .

بحلم بيوم ُتكفل فية حرية الرأى والتعبير للجميع على إختلاف توجهاتهم أو عقائدهم أو جنسهم .. يكون فية التفاهم ومحاولة إذابة جبال الجليد بيننا - وأحياناً حوائط نار - هى الهدف وليس الإنتصار للذات أو بغرض الدعاية أو عقدة تبشيرية .

بحلم بيوم لا تمارس فية الوصاية على الفكر أو أسلوب حياة .. تتغير فية مفاهيمنا فى تربية الأبناء وطريقة تنشئتهم ... فالكثير منا يظن أنه عندما ينفق على أهلة وعائلته جيداً ويلبى لهم طلباتهم ويحرص على عدم حرمانهم من شئ فإنه يظن أنه بذلك يربى أولادة وأنه " عداه العيب وجزح" ... للأسف الشديد بذلك نصبح الدجاجة التى تبيض ذهباً لعائلاتنا والبنك الذى لا ينضب وننسى فى زحمة الحياة تأصيل الخلق الحسن والُمثل العليا فى نفوس أبنائنا وتركناهم فريسه سهلة المنال للغوغاء الفضائية وللشوارع ولأصدقاء لهم لا نعلم عنهم شئ .

بحلم ...وبحلم ... وبحلم ... أحلام كثيرة تتقافز إلى مخيلتى وتتسابق فيما بينها على الأولوية .. ولكن يظل هناك تسائل يطل علينا من بين غيوم الواقع هل لهذه الأحلام يوم تولد فية وتتحقق على أرض الواقع ... أملى كبير

* أرى أن أى مستبد يمارس الديكتاتورية على رعاياة هو من متبنى سياسة العته والغباء والإستغباء مع بنى وطنه .


*2 بمناسبة الكلام عن التعليم عندى أنسب تصور لسياستنا التعليمية الرشيدة وهى الصورة التالية :


Tuesday, July 26, 2005

عنتريات ... تكملة للملوخية

سلام عليكم ... وعليكم السلام ... إلقاء السلام على مجموعة من أشاوس قاع المجتمع المصرى هو أول شئ فكرت فية عندما دلفت إلى الزنزانة بصفتى رهينة لدى حكومتنا الرشيدة لحين القبض على عمى - المعارض السياسى ذو التوجه الإسلامى - فأنا لا أءمن غائلة هؤلاء الناس ...

المهم تلقيت مع الرد الكثير من نظرات الريبه والترقب والتحفز منهم وأسندت ظهرى إلى الحائط وجلست نصف جلسة نظراً للقذارة الظاهرة على الأرض و رائحة هى مزيج من رائحة العرق والرطوبة الرهيبة ومخرجات عمليات الهضم- لما يزيد عن عشرين مسجوناً على الأقل - والتى تنبعث من حفرة بدون باب يفترض أن تكون حماماً.

هى كالعادة جحر - لا يمكننى بأى حال أن أسميها أى شئ آخر - لا تزيد مساحتها عن 3م × 3م جدرانه وحتى السقف مليء بالكتابات والذكريات الخاصة بالمساجين وياللعجب وجدت كتابات الإسلاميين بشكل لافت للنظر ...

كانت تأملاتى هذه هروباً منى من النظر إلى تلك الوجوه العكرة - إن صح التعبير - على العموم قطع تلك التأملات صوت يأمرنى بالجلوس على حافة فراش أحدهم عرفت فيما بعد أنه المعلم "هـ" ريس المكان - وهذا عرف لابد منه فى الفنادق الحكوميه حيث يرأس المكان أكبرهم سناً وأكثرهم سجناً - فأعتذرت مدعياً الأدب و أحترام ممتلكات الآخرين ...

فما كان من أحدهم "ر" إلا أن أكفهر وجهه وتراقصت الأوردة والشرايين فى وجهه الأحمر من سخونة المكان رغم برودة الجو وصاح فى غضب وكأنى أكلت ومسحت يدى فى رأسه " ما لك يله - يا ولد - أنت أطرش ولا مبتسمعش المعلم بيقولك أقعد ولا أنت هتعملى أفندى بـ .." قاطعة المعلم "هـ" - والحمد لله - آمراً إياه بحكمه وببطء - ريس بأه -"سيبه على رحته يا "ر" ... أنت بأه إللى جابك هنا ؟" أجبته" تحرى "
تسائل مرة أخرى - ماهو تحقيق برة وجوة
- أخدوك منين ؟
- أجبت - وياليتنى ما فعلت - من بتنا ..
- إزاى يعنى تتاخد تحرى من بيتكو ... أكيد عملت حاجه*1 .
- أهو ده إللى حصل .

أكفهر وجه "ر" مرة أخرى هو وقطيعه هذه المرة وقام غاضباً مفتعلاً خناقة معى " أنت هتستهبل يا ابن الكلب ... إنت شكلك هتتنفض إنهارده "
قالها ونحن نتبادل السباب والتشويح بالأيدى و هم بضربى هو وبقية القطيع إلا أن الله سلم وقام المعلم "هـ" وأزاحه عنى وقال لى :" إنت مش عاوز تليمها على بر .. إحنا بنسألك يمكن نقدر نساعدك*2 .. وإحنا هنا مش ورانا غير القصص دى ... معلش يا "ر" سيبه هو بس مخضوض من المكان... إنت أول مرة تخش زنزانة ولا سوابق؟ "

- لا دى تانى مرة - أكشن تانى مرة :) -
- أمال مالك مأفل كده ليه ... أقعد وروق كدة ... مش معاك حباية بيضة*3 يا " ر" ..

فى تلك أثناء دخل عمى الكبير - لم يكفهم رهينه واحدة فأخذوا الآخر 57 عاماً - إلى الزنزانه وأجلسته مكانى وألقى السلام على الجميع .سألنا المعلم "هـ"
- إنتوا تعرفوا بعض ؟
- ده عمى
- ده إبن أخويا
- تشرفنا ... شوف يله يا "م" مع عمك الحاج أثنين جنية ولا أى حاجة بدل ماإحنا أعدين كدة.
وقع قلبى عندما سمعت بهذا لأنى نزلت من البيت عندما جاؤوا بسرعة دون أن آخذ أى شئ معى فلقد كنت أبيض ياورد ... وجاءت المفاجئه عندما رد عمى بأنه ليس معه أى نقدية سوى جنية ونصف ..

يتبع


=================


*1 عادهً يأخذ المواطن المصرى من الشارع أو من المقهى - وليس من البيوت - لأى سبب - غالباً شكله مش عاجب الظابط - للإعتقال بدعوى التحرى عن ذلك المواطن ويلبث عادةً ليلة فى سويسرا - المعتقل يعنى - إن كان محظوظ أما إذا كان غير ذلك يدعوا الله أن يكشف الغمة عن عين الحكومة و تعرف أنه مواطن مسالم ليس إلا .

*2 غالباً يكونوا صادقين فى حال إن كنت على هواهم .

*3 حبوب هلوسه - كحه - برد - مسكنات أى شئ من الممكن أن يعطيهم شعور بأنه عامل دماغ ويتناولونها كما لوكانت لب للتسالى .أنهوا فى ذلك اليوم أكثر من خمس أشرطة من هذه الحبوب لكل واحد منهم .

Saturday, July 23, 2005

عنتريات ... أكشن تانى مرة

أصوات مضطربة ... خطوات متسارعة ... حركة غير طبيعية ... كلها عوامل جعلتنى أفرغ من صلاة الظهر على عجل بعد أن أستيقظت من قيلولتى فى أحد أيام الشتاء الدافئة ... وجدت أمى ممتقعة الوجه تهرول نحو شرفة شقتنا المطلة على الشارع الرئيسى فى الحى الذى نقطن فية ...
أستوقفتها متسائلاً عن ما يجرى تجيبنى وهى فى حالة من الذعر والهلع :"إلحق أخوك بتوع أمن الدوله واخدينو بدل عمك " إنتقلت حالة الذعرمنها لى وأنا أتخيل أخى ذو الخمسة عشر ربيعاً محبوساً فى جحر تأنف منه قوارض الخرائب أن تسكنه ...وهو أمامى يسير فى الشارع يمسك بتلابيبه أحد المخبرين متجها ً نحو متجر عمى والذى تجمعت أمامه ثلاث سيارات بوكس مملوءة بالعساكر والمخبرين وسيارة أمن مركزى مملوءة من بحفنة من أبطال ممارسة حقوق الإنسان المدججين بالسلاح ما خف منة وما ثقل لا تأخذهم فى الله لومه لائم وأعينهم تفيض بالحماس والإصرار* ... (جتكم البلا ... مليتو البلد).
أرتديت ملابسى على عجل وتوجهت صوب متجر عمى وأنا لا أعرف ما الذى يجب أن أفعلة لكى أستخلص أخى من بين أيديهم ... دخلت إلى المتجر متوجها ً بالسلام نحو أحدهم فلم يرد على السلام وسألنى من أنت ؟ أجبته بأسمى ثم سألته لماذا أخى هنا ؟ قال لى كبيرهم (ظبوط يعنى) :" هنخلية معانا لحد ما فلان -عمى- ييجى ويسلم نفسه " (عمالت فيها سبع 7 رجاله) قلت له :" يا فندم ده عيل وأمه ممكن يحصلها حاجه لو أنت أخدته معاك .... حضرتك ممكن تأخذنى أنا بدلاً منه وهو يروح " فرد على بكل بساطة وقال :" هتفضل معانا أنت وأخوك" ... قالها وكأنه يضع قالب من الخشب فى فمى ... فسكت .
فى تلك اللحظة جاء عمى الكبير - عميد الأسرة - ودخل علينا فى المتجر وقال له - أى للظبوط - :" يا بيه خلى ولاد أخويا هما مالهمش دعوة بالمواضيع دى وخدنى بدلا ً منهم " ... فما كان من الحاكم بأمرة إلا أن قال :" هتفضلوا معانا إنتوا التلاته " . وعلى ما يبدو أن عمى لم يستسغ ذلك القالب الذى ُمنىَ به فقال :" مهو حرام كده يا بية ... إحنى عملنالكم إية علشان البهدله إللى بنتبهدلة دى ... تخربوا بيتوه وتأخدوا بضاعته ... دة يرضى مين دة ... هو أحـ..." لم يكمل عمى كلماته الغاضبة عندما صرخ فية ذلك الظبوط :" أخرس" .... .
===============
معلش أنا مش هأقدر أكمل ... كل ما أفتكر الأيام دى أحس إنى هانفجر ويعترينى الغضب الشديد وينقلب حالى وأصبح شخص أخر .... لنا عوده .
* كانت أعينهم مملوءة بالحيرة والضياع ... هذه حقيقة ... ولكن كتبت ذلك علشان أفش إلى جوايا

Tuesday, July 19, 2005

فلسفة حمار

منقول كما هو واضح
هل من تعليقات ؟

Lost In Transmission !!!

هل تعرفون ماهى أكبر مصيبة نواجهها ؟؟ أننا لا نعرف بعض كشعب واحد فى البلد الواحدة فما بالك بالشعوب بعضها ببعض ؟؟؟
أضرب مثال : عندنا فى مصر دائما ً نقول - على سبيل المثال لا الحصر - إن الدمياطى بخيل مع أن الغالبية العظمى منا لم يحتك بالدمايطة أبدأً ، وأن الشراقاوى عبيط (أبلة) وفى نفس الوقت كريم وقيس على ذلك باقى المحافظات وكذلك الشعوب ... لماذا وكيف وأين لا أعرف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!
وإذا تأملت هذا الأمر تجد أننا جميعاً ننهج نفس الأسلوب وأننا جميعاً نعانى من نفس المشكلات ... وكأننا أصبحنا فى الهم عرب !!!!!
فمن الضرورى أن نعرف الآخر حتى نستطيع أن نتعايش مع بعض و من الجميل جدا أن نتشارك فى آمال وآلام أهلنا وأحبائنا فى أوطاننا العربية والإسلامية .
تحية لإخوانى بالمغرب وخصوصاً فريق عشرينات هناك

Sunday, July 17, 2005

عنتريات ..

ذات ليلة صيفية كنت نائما ً وصحوت على أصوات كثيرة وكان ذلك قرب الفجر ، قلت فى نفسى لعلهم شباب الحى الذى دأبوا على اللعب والسهر حتى ساعات الصباح الأولى محدثين ضوضاء بأصواتهم العالية وضحكاتهم الهستيرية ، إلا أننى سمعت صوتاً مميزاً أعرفه جيداً ... صوت اللاسلكى ... عرفتهم بهمهماتهم وتحركاتهم التى توحى بعظائم الأمور ... طار النوم من عينى أدركت أن عمى هو المستهدف وأنهم هنا لإعتقاله - كالعادة - أختلست النظرمن خلال شيش نافذة حجرتى ... وجدتهم قد أقتحموا فعلاً منزل جدتى الطاعنة فى السن وكبلوه وأخذوا يجرجرونه إلى سياراتهم وسط صرخاتها ودموعها وتوسلاتها لهم بتركه وعدم إذائه ، وأبى يجرى خلفهم فى الشارع بملابس نومه حافى القدمين وهو فى قمة الغضب ... يصرخ فيهم بأنه ليس بتاجر مخدرات وليس بقاتل أو إرهابى فلماذا هذه المعاملة اللاآدمية .
فى تلك اللحظات ألقيت نظرة فى الشارع فوجدته هادئ جداً فى هذا الوقت من الليل وأعرف أن أهل الحى قد أستيقظوا على أصوات إحدى الغزوات البطولية لحكومتنا الرشيدة - حيث أنهم شاهدوها خلف نوافذهم المغلقة - والتى لا تألوا جهدا فى تذكير الناس بالمثل الشهير ( إضرب فى المربوط يخاف منك السائب) والتى لا تتورع عن إجاد العبر والمثل لمن تسول له نفسه بالمعارضة أو إستخدام تلك الزائدة الدودية القابعة بين فكي كل واحد منا فى ما يضر بمصالح الوطن العليا .ووجدت 4 من سيارات الأمن المركزى الملئ بأعداد كبيرة من مغاوير الداخلية ... البسطاء ... الجهلة.هذا غير 3 سيارات بيك أب مغطاة يعتليها حفنه من المخبرين وأمناء الشرطة والذى هم فى العادة لايحلوا لهم ركوبها إلا شعبطه ممسكين بأطرها الحديدية ... منظر مخيف دأبوا على الظهور به لتربية الجبن والهلع فى قلوب شعبنا المسالم وإماتة إنسانيته ببطئ .
المهم ... فى تلك اللحظات العصيبة هرعت إلى الشرفة وأمى تمسك بى وتمنعنى من الظهور أمامهم إلا أننى كنت أسرع منها ، وهناك هالنى ما رأيت ... رأيت كبيرهم وهو يأمرهم ويقول :" هاتوا ابن الكلب ده" وهو يقصد أبى وما كاد أن يتم كلامه حتى أحاطوا به إحاطة السوار بالمعصم وهو ينعتهم بـ " ابناء الكلاب "،" العملاء" وهو فى ثوره شديدة فما كان منهم إلا أن صعقوه بإستخدام عصا ً كهربائية فى موطن قلبة فوقع من فوره على الأرض مابين الإغماء والإفاقة وأخذوه معهم .
عندما رأيت ذلك طارعقلى وجريت إلى الشارع وأنا أسبهم وألعنهم ... وأبكى ... وأمى ماسكة بتلابيبى حتى لا أخرج فأواجه مصيراً مثل مصير أبى إلا أننى إندفعت إلى الخارج وسط نحيب سيدات الأسرة وهلع أعمامى وأخوتى فأمسكوا بنا حتى يتسنى لهم الخروج من منطقتنا بسلام .. وهذا ما حدث .... ذهبوا بأبى وعمى دون أن نعرف وجهتهم حيث الخارج معهم مفقود والقادم من عندهم مولود ... أحسست بالعجز وقلة الحيلة ... تائه ... خائف ... مصدوم ... لا أدرى ماذا أفعل ؟؟
رجعت أجر أذيال الخيبة إلى البيت ... بيت العيلة ... لأرى جدتى رحمها الله وقد أفترشت الأرض وبجانبها نساء العائلة يبكين ويهدئون من روعها وهى تنتحب وتقول " حسبي الله ونعم الوكيل فيكم يا ظلمة " وتنظر إلى بأعين دامعه وتسألنى أين أبى ؟ وأنا لا أدرى ماذا أقول لها ؟ ظللنا على هذا الحال إلى أن سمعنا بالإبتهالات التى تسبق صلاة الفجر تملاء الآذان ونحن واجمون ...
وفوجئنا بقدوم أبى وهو يجر قدميه والأعياء بدا واضحاً على قسمات وجهه الذى أكسبته الشمس سمرة واضحة زادت حين رأيناه وأرتمى فى أحضان جدتى وهو يقول " أخذوا ... يا أمه" وهو يبكى ... وكانت هذه المرة الوحيدة التى رأيت أبى يبكى فيها ومعالم الألم بادية على قسماته ... وقام أحد أعمامى بالكشف عن صدره ورأينا حرقاً دامياً به وهو يشتكى من إضطراب ضربات قلبه ...
يتبع

Saturday, July 16, 2005

أنا أكتب إذاً أنا موجود!!!

كنت دائم القراءة دون أن يكون لذلك أى إنعكاسات على حياتى أو تأثير فى من حولى ... أبدو كتوماً غامضاً حتى على نفسى ... أحياناً كثيرة أقف وأتسائل ماذا أريد وما هو هدفى(أو الغرض) من كل شئ ... من تعليمى .. من قرآئتى ... من حياتى ... من نفسى ؟؟؟؟!!! أسئلة كثيرة تتصارع ولا أجد لها إجابات شافية ... أكاد أشبه نفسى بالإسفنجة التى تمتص ما حولها دون أن يبدوعليها أى تغيير ...سئمت السكوت وأريد أن أصرخ بملئ فى ... سئمت التلقى واريد أن أعطى ... سئمت التأثر وأريد التأثير ... أريد أن يكون لى دور فاعل فى بلدى .. دائماً أشعربأن كل فرد له دور محدد لابد وأن يلعبه وكل منا لابد من أن يكتشف دوره هذا .

تتزاحم فى ذهنى هذه الأفكار وأنا أطالع العديد من المدونات الرائعة والتى رأيت فيها شباب غير عادى وجدت فيهم أمل كان ميئوس منه ولعل هذا يرجع إلى أن المدونات أصبحت البوابة الذهبية للتعبير عن الرأى والفكر الحر