Wednesday, August 31, 2005

أبو جلمبووو

كانت لنا فى صغرنا أغانينا المفضلة والتى لا نمل من التغنى بها ، فكانت هناك أغنية كنا دوماً نرددها أثناء لعبنا منها أغنية البربرى، فكان يقوم أحدنا ويتحفنا بصوته الجهورى بها وباقى الفرقة تردد وراءه آخر كلمة منها فكنا نقول :

واحد بربرى .............. ريييييى
دهن نفسه زيت ............ زيت
إتنطط عل حيط ............ حيط
خد عيالة البحر ...... بحر
ألع هدومه ونط ........... نط
وأبو جلمبووو ناااايم على جااانبووو ... وأبو جلمبووو ناااايم على جااانبووو

ولما نصل إلى المقطع الأخير كانت تنتابنا هيستيريا الرقص والتنطيط

هذا بالنسبة لفريق الشارع أما بالنسبة لى فكانت أغانى برامج الأطفال وأوبريت الليلة الكبيرة لصلاح جاهين وسيد مكاوى هى المفضلة عندى خصوصاً فى أيام الإحتفال بالمولد النبوى فكنت دائم الترديد لها مع تمثلى للذاكرين فى سرادقات الذكر وكان ذلك مدعاة لسخط أمى حيث أنها دائما ً تنهانى عن الدوران حول نفسى أثناء ترديدى لكلمات ذلك الأوبريت والحقيقة كان له أثر كبيرعلى نفسى فكنت ذات ليلة قد شتمت جدى - رحمه الله علية - وعوقبت على ذلك إلا أننى عند النوم تمثل لى شحاذ اليلة الكبيرة بشنبة الكث المكون من قطع القماش ممسكاً بما يشبة السوط ويضربنى به قائلاً :" ده علشان بتشتم جدك" . طبعاً فزعت فزعاً شديداً وأخذت بالصراخ منادياً أمى فجاءت تهرول نحوى وأنا أستغيث بها من ذلك الرجل الذى يضربنى وهى تقول لى : مفيش حد هنا ... الحقيقة أنا مازلت أعتقد حتى الآن أن ما حدث كان حقيقياً ولست أدرى أكان ذلك بسبب عقدة الذنب أم أن أننى كنت أتوهم ذلك ؟؟

كانت هناك أيضاً منولوجات إسماعيل ياسين والرائع فؤاد المهندس والذى لا أشبع من تقليده فى كل حركاتة وترديد أغانية سواء التى تكون فى الأفلام أم تلك التى تصاحب فوازيرة الرمضانية ، وخصوصاً طريقة غناءة فى فيلم " أكس أخطررجل فى العالم" حيث كنت أمسك المقشة كأنها جيتار ولا أمل من الرقص كما يفعل هو، ووقت اللزوم كنت أستعمل الجيتار - المقشة - كرشاش أثناء اللعب مع أختى الصغيرة، وكانت هذه الشخصية لها تأثير على حيث كانت المادة المفضلة عندى فى الرسم .
والحقيقة كانت أمى تشجعنى على الجلوس فى البيت لمشاهدة الأفلام أو برامج الأطفال التى تعرف مدى حبى لها حتى تلمنى من الشارع .

وكان للعبى المتواصل فى الشارع أثرة على حياتى حتى الآن ولا يخلو الأمر من التعرف على أخلاقيات كانت لا تروق لعائلتى ففى يوم من الأيام تصاحبت على أحدهم وأخذ يكرر أمامى كلام فى الجنس وطبعاً العبد لله كان جلبية فى هذا المجال ولا أعرف عنه أى شئ ... المهم أخذت جرعة مركزة من أخينا ده وبعد إنتهاء اللعب ذهبت إلى بيتنا وما سمعتة مازال عالقاً بذهنى ، ولما حِرت ولم أستطع فهماً لما سمعته ذهبت إلى أمى وسألتها فى براءة : " ماما ... يعنى إيه !%$@# ؟؟
طبعاً وجدت وجهها إستحال أحمر اللون وبرزت عينيها متطايرة منها الشرر ولست أدرى كيف إنتقل الشبشب بهذه السرعة إلى يدها وهى تهم أن تفتك بى وهى تصرخ فىَّ قائلة :" يا وسخ يا قليل الأدب يا عديم الرباية .. هى حصّلت ؟؟!!" طبعاً أن شفت كده وطيران تحت السرير ... بس على مين ... لأننى على ما يبدو قد أستدعيت شياطينها دون أن أدرى فلا مجال للفرار من الشبشب ... أمسكت بى وإنهالت علىَّ ضرباً سائلة ً :" مين إلىِّ قال لك الكلام الوسخ ده ؟" فأجبتها باكياً فى رعب "ع" وحذرتنى قائلة :" لو شفتك بتكلمة تانى مرة أنا هكسر دماغك يا وسخ يا عديم الرباية " طبعاً من بعدها أشوفة ماشى فى شارع أمشى أنا من الشارع التانى ولا أشترك معه فى اللعب أبداً والحقيقة ما زالت حتى الآن أتجنب هذا الشخص .
من بعد هذا الموضوع - الجنس - لم أفكر فى الإقتراب منه أبداً رغم أنه محل تساؤل دائم منى ولم أجرؤ بعدها أن أسأل أمى عن شئ أبداً ... فلا أعرف أكان هذ الشئ حاجة كويسة ولااااااا .

Monday, August 22, 2005

فـرفـور ... والبرمائيات

كان لى أسلوب خاص فى مساعدة أمى فعندما تطلب من إبنها البار بأن يساعدها فى أعمال المنزل مقابل شراء علبة بسكويت بسكو مصر والذى يصنع على شكل الحيوانات ، أجرى من فورى لمساعدة والدتى فى أعمال المنزل فأنظف البيت بوضع كل شئ تحت السرير أوأقذف الأشياء إلى أعلى الدولاب وقد أقابل بعض الأشياء التى لا تروق لى مثل الأحذية فلم أكن على وفاق معها لكون أمى تجبرنى على إرتدائها لذا كنت أقضى معظم الوقت حافياً، المهم أنتهزت هذه الفرصة وأخذت أجمع كل أحذية البيت وأرميها فى الشارع وأحياناً تأخذنى الجلالة أجد فلوس حالتها يرثى لها فأقطعها وأحتفظ لأمه الرؤوم بالفلوس ذات الحالة الجيدة حتى لا أضطر إلى المحايلة على البائع كى يقبلها منى ، حتى ذهب أختى الصغيرة والذى أهدى إليها فى عيد ميلادها لم يسلم من يدى فقد كنت أتعجب من هذه الأشياء التى لا نفع لها فى نظرى فألقى به إلى الشارع ... طبعاً لن أحكى لكم عن المطاردات المثيرة التى تجرى بينى وبين أمه حين تمسك شبشب الحمام كى أنال عقابى على مساعدتى القيمة لها .
وفى مرة أعطتنى أمى جنيهاً كاملاً لأشترى به شاياً ومصاصة لزوم المشوارطبعاً أخذت الجنية وطيران على البقال ممنياً نفسى بمصاصة ذات الصُـفـّارة والتى أراها فى إعلانات التليفزيون وفى العودة كنت مشغولاً بمصاصتى وبطعمها الرائع وفجأة وجدت نفسى أطيرعالياً وأنزل بقسوة على الطريق ، غبت عن الوعى ولا أدرى ماذا حدث لى حتى فقت على أصوات كثيرة مصحوبة برائحة البصل المميزة فتحت عيني ووجدت أناس كثيرون ملتفين حولى وهم يحمدون الله على أننى بخير، والغريب فى الموضوع أننى لم أبكى لألمى ولم أنادى أمى كى أحتمى بها من السيارة التى صدمتنى بل ظللت أسأل عن مصاصتى أين هى !! ولما أكتشفت أنها ذهبت تحت عجلات السيارة بغير عودة أخذت أبكى لفقدانها وسط ضحكات الناس وتعليقاتهم السخيفة وقام البقال مشكوراً بإحضار واحدةٍ أخرى بدلاً من التى ضاعت، طبعاً الشاى وباقى الفلوس لم أعرهما أى إهتمام حتى واجهت أمى بأيدى خاوية وهى تنعى حظها من إبنها الذى لا ينفع فى شئ ولا يقضى حاجة .
أما فى المدرسة فكانت العذاب بعينه فكنت أعتبرها سجن لا أستطيع اللعب فية بحريتى التى عهدتها وضاعف هذا الشعور أن حظى التعس ألقى بى فى مدرسة للإصلاح والتهذيب والتأديب فلم تكن بها مدرسين بالمعنى المطلوب قدرما كان بها من وحوش بشرية تسعى بكل وسيلة نحو الدروس الخصوصية و إستخدام الضرب المبرح مع التلامذة لأقل خطأ يحدث .
فلقد كان لدينا أستاذ يدرس العلوم والتربية الزراعية ومسئول عن الشرطة المدرسية والكانتين !!!
كان هذا المدرس بضخامتة ونظارتة الشمسية وخاتمة الضخم يمثل البعبع الذى يخاف منه أى طفل فكان لا يتورع عن الإمساك بقدم أحد الصغار ويرفعه عالياً وينهال عليه ضرباً بالخيزرانة وإذا كان لا يريد بذل مجهود يقوم بوضع قلم بين الأصابع وينهال على ظهر اليد بمسطرة خشبية أما إذا كان الكانتين لم يبيع كمية الفشارأوالسندوتشات الموجودة فيدور على الفصول ويجبر الطلبة على الشراء والويل لم لا يشترى فيأتى به فى حصتة ويريه يوماً أسوداً. وهذا هو حال أغلب المدرسين والمدرسات فى تلك المدرسة ولا أدرى لماذا ؟؟!!! أما الناظر فقد كان أسوأ ما تراه من كوابيس .
وكان هذا الكانتين سبباً فى إصابتى بأرتكاريا حادة جراء تناول سندويتش فاسد منه وبقائى مريضاً قرابة الشهر لاطعام ولا نوم فقط صراخ متواصل بسبب آلام معدتى التى لا تطاق .
المهم عم الحاج بتاع العلوم ده كان لما يحب يتسلى يحضر ولد معين تعيس الحظ ويجبرة على الوقوف أمام السبورة ويجعلة يردد جمله معينة فى درس البرمائيات وهى "... و العينان بارزتان "مع التلويح باليد بشكل مسرحى ، وإذا سكت قليلاً إنهال علية ضرباً .
المهم موضوع البرمائيات ده كان شاغل دماغى، فهل الضفادع تستحق هذا العذاب؟؟ لذا إتفقت مع عيال الشارع للذهاب إلى إحدى الترع التى تقع على أطراف المدينة لصيد الدبابير وللإمساك ببعض الضفادع حتى نتعرف على تلك العيون البارزة ، وبالفعل ذهبنا إلى إحدى الترع وأخذنا فى إصطياد الدبابير ذات الألوان الجميلة ونقوم بربطها بخيط ونتركها لتطير !! وبعد ذلك بدأت رحلة البحث عن الضفادع وصيد الأسماك بإلقاء الطوب فى الماء .

لم أكن أنا ورفاقى نستغنى عن وسيلة مواصلاتنا المفضلة وهى عجل السيارات حيث لكل واحد منا عجلة يدفع بها أمامة عند الذهاب إلى أى مكان ويحدث نوع من تبادل العجل بين الرفاق حتى نتعرف على الأنواع الجيدة ولم نكن مثل العيال المستحمية التى تستقل الدرجات فى تنقلاتهم ، وفى إحدى المرات إتفقت مع رفاقى للذهاب إلى مذبح المدينة كى نرى خناقات الجزارين التى نسمع عنها المهم كل واحد أخذ عجلته وذهبنا إلى ذلك المكان البعيد وتسللنا من خلف المكان وأخذنا نتلصص عبرإحدى النوافذ المطلة على المكان بالداخل ، وكم كان هذا الموضوع مثيراً لنا وإكتشفنا سر تلك الخطوط الحمراء التى تزين الذبائح المعلقة فى دكاكين الجزارين إلا أن الأمر لم ينتهى بما نرجوا فلقد هاجمتنا بعض الكلاب الضالة التى تحوط بالمكان ليل نهار وطبعاً كل واحد أطلق لساقية الرياح تاركاً عجلتة التى كان يستقلها .

يـومـيـات فـرفـور

  1. فـرفـور فـى الأدغــال

    مبدئياً لابد لى من أعترف بأنى كتابتى لهذه اليوميات هى طريقة أستطيع بها أن أهرب من بوادر إكتئاب إكتشفتة يتسلل إلىّ خلسة وعلى حين غفلة ًمنى ، فبعد جولاتى المعتادة مع البلوجاوية والبلوجاويات وجدت أن هناك مسحة خفية - وأحياناً ظاهرة - من الإكتئاب تسرى فى كتاباتهم وهذا غالباً نتيجة أوضاع سياسية متشقلبة وظروف حياتية متنيلة عند البعض منا .

    فى ظل ذلك وجدت نفسى ودون وعى منى أتذكر مواقف كنت أقابلها فى صغرى وتنتابنى هيستيريا الضحك منها وأحيانـاً تنسال من عينى دمعة لعجزى عن الإجابة عن سؤال يراودنى دوماً عن أين هو فرفور الآن ؟؟ على فكرة فرفور ده كان أنا أيام العفرته أو الشيطنة على رأى المحيطين بى فى تلك الأيام .

    فهناك أحداث لا أنساها أبداً ما حييت حدثت لى فى طفولتى ، ففى يوم من الأيام قامت أمى بإنتشالى من الشارع وأوهمتنى بوجود شيكولاتة مع أبى فى حجرة الصالون ، طبعاً جريت زى الأهبل ممنياً نفسى بقطعة من شيكولاتة كورونا ذات الغلاف الأخضر والتى أعشقها ووجدت أبى ومعه أحد أعمامى وشخص غريب لم تكن ملامحة مريحة بالنسبة لى حيث أنه كان ينظر إلىّ بترقب وعلى شفتية إبتسامة لم أرى أخبث منها ، المهم قام أبى وطرحنى على طاولة صغيرة ووجدت نفسى مكبلاً من يدى ومن رجلى ، أدركت حينها أننى فى فخ فصرخت بأعلى صوت لى مستنهضاً أمى أن تنجدنى من براثن هؤلاء الناس ورفعت رأسى ووجدت ذلك الخبيث - قاتلة الله - يقوم بحاجات غريبة و فجأة أحسست بآلام فظيعة فى الجزء الأسفل منى وأنطلقت منى صرخة عالية مصحوبة بأقزع الشتائم التى تعلمتها بمجهود فردى من شارعنا المصون ومما جادت به قريحتى المصدومة وأتلوى كما القرموط الصغير عندما يمسك به أحدهم ، ولم ينقطع منى سيل الشتائم والصراخ فى تلك المعركة حتى بعد أن تركونى إلى أن نمت بعد أن خارت قواى وأسنفذت صرخاتى وشتائمى وكانت ليلة ليلاء حيث أستيقظ كل خمس دقائق على صراخ متواصل وكانوا يهدئوننى بإعطائى قطع من الشيكولاتة التى كرهتها عندئذ بسبب هذا الحدث الذى مازال محفوراً فى عقلى بكل قطرة دم أريقت منى .

    كان شـَعرى طوييلٌ أصفرٌ
    وفى اليوم التالى وجدتهم قد ألبسونى جلباباً أبيض وأنهال على منزلنا كثير من الناس كى يتشفوا فىّ ورأيت النساء وقد إتشحن بالسواد وتبدوا منهن سعادة غامرة وهم يقبلن أمى ويهنئونها على سلامتى ويتجهن نحوى وأنا طريح الفراش مباعداً بين رجلىّ حتى لا تلامس ما أصابنى ، وينهلن علىّ بالتقبيل وقد رسمن على شفاههن إبتسامات بلهاء وأنا أسبهن فى سرى لفرحهن على مصابى الأليم.

    المهم أصبح العم سيد الحلاق - وهو أسم من أراق دمى فى هذا اليوم المشؤم - هو البعبع المفضل لدى أمى والذى تهددنى به دائماً عندما أتمادى فى شقاوتى إلا أن هذا لم يردعنى وأصبحت أكثر شقاوة من ذى قبل .
    كانت ألعابى هى ألعاب الشارع ولم أعرف اللعب أوحاجيات الأطفال التى يلعبون بها فى هذا السن إلا فيما ندر والتى كانت غالباً مصيرها الدمار الشامل ، فكنا يوماً نلعب "حجلة" ويوماً " أستغماية" ويوماً "كهربة" وأحياناً كنا نقوم بجمع كازوز البيبسى وكوكاكولا ونصنع منها عرباتنا الصغيرة ونتسابق بها ودوماً نلعب فى الرمل أو نتشعبط فى العربيات وكانت الحناطير هى المفضلة لدينا دائماً لسهولة ركوبها والفرار منها عند اللزوم ، وكنا نتربص بالحناطير التى تمر وعلى حين غفلة من العربجى نركب خلفها ونحن نكتم الضحكات ومن الممكن أن يقوم أحد الأنذال من الفريق المُعادى ويصرخ قائلاً :" كرباج ورا ياسطى" طبعاً أول ما نسمع كده نقوم بهروب سريع قبل أن ينال أحد منا لسعة معتبرة من الكرباج .

    وكنا نقوم بالغارات على الحدائق التى كانت تعمر شارعنا ونتخير أزهار معينة منها ونقوم بنزع كاساتها ونرتشف رحيقها ذو الطعم العسلى المحبب لنا ، وفى إحدى المرات قمنا بغارةعلى إحدى الأشجار المزهرة ذات الإرتفاع العالى والتى كانت تحف شارعنا على الجانبين ونقذفها بالطوب عسى أن ننال منها بعض الأزهار أو بعض من بذورها ذات الكساء الخشبى الطويل الشبية بالسيف كى نتبارز بها وكل منا قد تظاهر بأنه عنترة ويقول للآخر وهو يطعنة:"روح لأمك" ويرد علية قائلاً:"العطريا ولد" طبعاً كان هناك عبلة ٌ ما نتحارب من أجلها ... المهم فى هذه المرة وبينما نحن نقذف بالطوب نحو الشجرة التى لم تسلم من أيدينا، كنت أنحنى لألتقط أحد الأحجار وإذا بى أشعر بآلام رهيبة ودوخة عقب نزول حجر صلب صدم أعلى رأسى وأنهمرت الدماء على وجهى وأنا أبكى ... طبعاً شلة الأنذال عندما رأوا ذلك كله خد ديلة فى إسنانة وقال يا فكيك وبقيت أنا أبكى ليس من الألم ولكن من العقاب الذى ينتظرنى فى البيت وحِـرت كيف أتصرف ؟! فذهبت إلى جارتنا التى بطيبتها خبأتنى ووضعت البن على جرح رأسى ونمت عندها ... بعد ذلك جاءت أمى ورأت ما بى فأحمر وجهها وكادت أن تخلع شبشبها وتنهال به على جسمى إلا أن جارتنا حاشتها وقامت بإستدعاء تمرجى قام بخياطة الجرح - ما كنش فية حاجة إسمها بنج سواء فى هذه الموقعة أم فى موقعة عم سيد - طبعاً كنت مرابط عند جارتنا ملتمساً الآمان وجاء الليل وهممت بالخروج لمتابعة أعمالى فى الشارع والتى تنتظر رجوعى إلا أنهم أمسكوا بى وقالوا لى :" يادوب تنام علشان بكرة هتروح المدرسة" !!! أنا إعتبرتها لعبة جديدة أو مكان العيال دايماً تلعب فية ... المهم كنت مبسوط وسعيد بلعبتى الجديدة والتى سأدعوا رفاقى للعب معى فيها ... وصباحاً ذهبت إلى أول يوم لى فى المدارس مربوط الرأس والميكروكروم يغطى معظم الشاش الأبيض وألبس شـُرط مظهراً سجحاتى وجروحى المتعددة أثناء لعبى اليومى فى شارعنا العتيد . وبذلك إنتقلت من الغابة إلى حديقة حيوانات تسمى المدرسة كى أُستأنس وأصبح مثل باقى خلق الله.

Wednesday, August 17, 2005

دليل المصرى الحصيف فى عهد مبارك وابن نظيف

كان لى صديق فيلسوف، بأحوال السجناء شغوف، قلت له يوماً :
  • فيلسوف !!
  • إحم ... نعم يا بنى
  • كن لى ناصحاً وأجبنى كيف أكون مواطناً صالحاً فى عهد كان طالحاً ؟
هرش الفيلسوف، وعقد مابين حاجبية وبدت علية إمارات الحيرة والغباء، ثم لمعت عيناه وإلتفت إلىَّ وقال :
  • أى بُنى ، كى تكون مواطناً صالحاً ، فطرطق أذنيك حتى تسمع منى واضحاً وفتح عينيك حتى تأكل صحناً بالفول ناضحاً، وأكتم أنفاسك حتى لا تكون فاضحاً .

أى بُنى ... فى عهد اللامعقول أنت فى أمن الدولة مذلول وفى المظاهرات مسحول وعن خواطرك مسئول فكن حذراً حتى من الحذر نفسه .

أى بُنى ... فى هذا العهد إما أن تكون منهم أو معهم ، فكن ذكياً وأحفظ آيات النفاق وأنسجها فى عِـبارات ، وأذرف العَبرات وأنت تحكى عن الإنجازات فى وقت الإنتخابات ، فهى سبوبة كل السادة والسيدات وفيها تظهرالمعجزات والخير يعم على أصحاب الحاجات وتنعم بالعيش من رزقة الإنتخابات ، وأذهب فى المسيرات وإهتف فيها بطول العمر لصاحب الكرامات .

أى بُنى ... إن كنت طالباً فلا تمنى نفسك بالنجاح فى عهد أصبح الفساد فية مباح وكن كـُـفتجياً فى العلم خير من أن تصبح عالماً ذرياً وفى يوم المعلم قف على جثة العلم وفيه التبجيلا كاد الريس أن يكون رسولا .


أى بُنى ... إن كنت موظفاً فلا تنسى أن ترتل التبريكات لكل مسئول يقوم بالزيارات وأفتح الدرج تهطل فية الجنيهات وفتح مخك تأكل من الخيرات وأنعم بعلو صوتك فى عيد العامل والعاملات فعلو الصوت فى هذا اليوم من الضرورات حتى تحظى برضى السادات ، وتنال العلاوات.

أى بُنى ... إن كنت سائقاً فلا تقف للمارة فى الأيام الحارة ، ولا
تنتشل الجريح فتتهم بإعاقة الطرقات، وإن صادفت كميناً فتأكد من عدم وجود ذقن ذات شـُعيرات وأرسم إبتسامة وأخرج الأمانة ودسها قبل أن تقوم القيامة وتدفع الغرامة على سيارة مُهانة ، ولا تنجرف مع صاحب التاكسى وتحكى له عن اليوم وأمس فتجد نفسك مربوطاً فى السقفِ كى تتعلم كيف تحكى .
أى بُنى ... إقرأ الجرائد فهى مرتع كل مستفيد وفائد وتسبح بحمد النظام وكل عقل بائد وتنافق كى تقبض بالفوائد وهى وكر لكل صائد لأصحاب المصائب ، وأدر خدك لعزبة التليفزيون فهو دائماً لصاحب العزة ممنون ، وأبتعد عن البلوجاوية فهم أصحاب بـَليـّة وكن حذراً من أن تصاحب فى السيبرات فهم غالباً من المخابرات .
  • ولكن يا فيلسوف أنت تحطم الأمل فى ضلوعى وتزرع الجبن ووتنبت الخضوع فكيف يعيش بنى وطنى وهم فى طول ركوع فى زمن أصبحنا نئن من الخنوع والفقر ينمو فى المدن والنجوع والمجرمون يرتعون فى الربوع والناس بين هم وجوع وتطلب منى أن أكون موضوعى ... يا أخى أ...

Saturday, August 13, 2005

كمالة للشيزوفرينيا

ده كان تعليق ليه فى عشرينات فى موضوع اسمه " أنا والسينما ..وأبى " رأيت أنة يكمل ما قد كتبتة فى مدونة سابق
)
إنحدرت السينما المصرية بالذوق العام وأخلاق الناس إلى أسفل السافلين ، وتم ذلك على خطوات وبالتدريج .
تفتكروا زمان أيام على الكسار ويوسف وهبى كان الفيلم كلة على بعضة مفيهوش بوسة واحدة وكان دائماً يختم الفيلم بنهاية واحدة لا تتغير وهى إحتضان البطل للبطله مع تلامس الوجنات .
تطور الأمر حتى رأينا القبلات وكثرة الأحضان ووصل إلى الذروة مع فيلم عبد الحليم "أبى فوق الشجرة" معلناً بذلك إنتهاء عهد وإبتداء عهد سينما السبعينات والثمانينات والتى تميزت بالعرى والجنس وأفلام الشواطئ والمايوهات البكينى حتى إن المرء ليخزى من أن يراها .
أما فى العهد المبارك فرأينا العرى الكامل المتكامل فى " مواطن ومخبر وحرامى ...
خلاصة القول أنهم تدرجوا معنا حتى ألفنا الجنس وإيحاءاته ومقدماته وإنعكس ذلك على حياة المصريين ، فلم نكن نرى الثنائيات المريبة فى الحدائق والمتنزهات والأوضاع المخله التى لا تخطاها عين وأصبح الأب بعد أن كان يشتعل غضباً من أن يرى أولادة راقصة من راقصات سمير غانم أصبح الأمر عادياً وأصبحت قائمة التنازلات الأخلاقية لدينا كبيرة ، وتحضرنى نكته دائماً ما يتغنى بها أهل المغنى والقدماء وهى كيف أن عبد الوهاب واجه عاصفة من الإنتقادات بسبب أغنيتة " خده علم الغزل "لأنها تخدش الحياء العام .
ويحضرنى حديث الرسول (ص) قال : "إذا اقترب الزمان كثر لبس الطيالسة و كثرت التجارة و كثر المال و عظم رب المال بماله و كثرت الفاحشة و كانت إمارة الصبيان و كثر النساء و جار السلطان و طفف في الميكال و الميزان و يربي الرجل جرو كلب خير له من أن يربي ولداً له و لا يوفر كبير و لا يرحم صغير و يكثر أولاد الزنا حتى أن الرجل ليغشى المرأة على قارعة الطريق فيقول أمثلهم في ذلك الزمان : لو اعتزلتما عن الطريق و يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب أمثلهم في ذلك الزمان المداهن" .
( . أ.هـ
وأشد ما أخشاه أن نصل إلى هذا الحال أن نرى الرزائل فى شوارعنا ويصبح الأمر عادى وخليك سبور

Wednesday, August 10, 2005

عفواً يا سيد... الوزارة عائلية جداً

كانت لى هواية غريبة إلى حدٍ ما وهى قراءة تترات البرامج والأفلام والمسلسلات بإعتقاد منى بأن هؤلاء يستحقون على الأقل بأن يعرفوا هذا بالإضافة إلى صفحة الوفيات بالجرائد المصرية - من باب كشف الخبايا ومين بيتمحلس على مين - وأكتشفت حاجة غريبة ، إن معظم العاملين فى الحكومة المصرية أقارب فى بعض ، فلقد وجدت فى التليفزيون لعائلة الأتربى وشركاة - ليمتد ، أكثر من عشر أسماء فى التترات هذا بالتأكيد غير ولاد الخال بالأسكندرية وطنطا ودمنهور وأولاد الخالات بالبحيرة وعرب الدلينجات ونفيشة بالإسماعيلية والأحبة والأصدقاء بالمنيا وشيمبارة الميمون ومركز أجا دقهلية .
ومما زاد من دهشتى أكثر عندما وجدت الأمر يتعدى الوظائف الإدارية وأصبح الممثلين أيضاً يشركون أبنائهم فى بعض مسلسلاتهم وبعض من يمتون إليهم بـِصِلة ، هذا طبعاً غير عزب مدينة الإنتاج الإعلامى الخاصة بمجموعة الليثى للـ #%$&! الإعلامى . طبعاً هناك المزيد ولكن ده للمتأكد منه وكل واحد ممكن يدلى بدلوه فى هذا الموضوع وحنكتشف حاجات تشيب لها الولدان .
طيب دى وزارة الإعلام ماذا عن وزارة الخارجية ؟
الحقيقة كان لية تجربة شخصية هناك . دائماً كنت أسمع إن دى من الوزارات العائلية والغالبية العظمى من موظفيها - السلك الدوبلوماسى على الأقل - هم أبناء واحفاد السادة السفراء والوزراء وأبناء قضاة فى الهيئات القضائية العليا ، ورغم ذلك قلت فى نفسى " دى إشاعات مغرضة تنال من شرف صرح مصرى عظيم " ، وأنا فى الحاجات دى عندى مبدأ إنى لا آخذ بخبر على إنة قضية مسلم بها إلى أن أتأكد بذات نـَفـَسَى ، وعلى ذلك مكدبتش خبر ورحت شادد الرحال إلى مبنى الوزارة لتقديم أوراقى ، لسببين
الأول : يمكن تضرب معايا وهوبااااا أبقى من أصحاب الطبقة العليوى وأكون فى السلك وحدش يعرف يكلمنى . حد يعرف لية سموه سلك ؟
الثانى : وهو دافعى الحقيقى إنى أهزم التابو إلجوايا - رغم جميع المؤشرات تقول أن طريقى مسدووووود مسدوووود ياولدى - وأثبت لنفسى إن محدش أحسن من حد وإلشاف غير إلسمع ،ممم وأمر آخر ... إخوتى... رغم كونهم صغاراً فى التعليم إلا أنهم على إدراك بحقيقة البطالة وإن الشهادات بس للتعليق على الحيطة وبناءً علية لم يكونوا متحمسين أو لهم طموح دراسى ، فأردت أن أعلمهم أن كل شئ جائز وممكن بس نحاول .
المهم قدمت ، وعورونى فى ميييية جنيييييية كاملة كان قلبى بيتقطع عليها ونفذت طلبات كانت بالنسبة لى شبة مستحيلة وتحدد يوم الإمتحان ... وذهبت فى اليوم الموعود وجدت شباب وبنات زى ما تقولوا كده مش ساكنين البلد دى أصلاً وجم يمضوا حضور أقصد يمتحنوا ويقضوا يومين وشكراً على كده ، إلأبوة سفير وإلأبوة مديرأمن مراجيح مولد النبى ، وإلعموه قاضى بمحاكم التفتيش العليا والوطيى والمحاكم التى اسمع عنها والتى لم أسمع عنها وإلعيلتة محتلة نص البلد وضع يد - غتاته كده - وإلخالة عقيد بمخابز أمن الدولة المهم قلت يا واد خليك فى نفسك وركز علشان تبقى من عليه القوم وتبقى ليلة ياعمدة .
بعد إنقضاء أربع أيام عسيرة لاحظت الموضوع تحصيل حاصل للبعض ، والبعض واخد الموضوع بجدية وشرذمة يشبهونى مكفيين على الكتب ودوريات الدراسات السياسية وحالهم باين عليهم ... طبعاً خلص الإمتحان والسبوبة إتلمت وآدى وش الضيف .
وطبعاً إنتوا سِيد العارفين بأساتذة الجامعات مين همه وبيعملوا إية ... طبعاً كلهم حيوية وعزم ورمه .
وإلمش مصدقنى يعمل حاجة ظريفة خالص .. يضحى ويعصر على نفسة لمونة ويشترى الأهرام ويقرأ
صفحة الوفيات ويشوف إعلانات العزاء والوفاة، إلأبوه مدير شركة وعمه ماسك الشركة إلجنبها على طول وإلجوز خالتة رئيس مجلس إدارة وأبناء العم وأولاد الخالات إيشى محاسب فى بنك أجنبى وإلفى أمريكا ... وهلم جرا


الحقيقة يا سادة لم يكن غرضى من كتابة ما سبق هو التنفيس علشان الواحد ميطأش أوعلشان أجرس حكومتنا لا سمح الله ولكن لسبب آخر وهو أريدكم أن تشاركونى فى الإجابة على سؤال أخلاقى محيرنى ألا وهو " إذا كنت فى مكان وزير أو مدير أو فى منصب كبير هل سأفعل ما يفعلة ؟؟؟ "
بمعنى آخر هل سأساهم بنصيبى فى كعكة الفساد والمحسوبية زى ما بيحصل ولا هأعمل خضرة الشريفة ؟
الحقيقة أنا أحترت!، لأنى طبقاً للظروف الحالية للبلد وظروفى الخاصة، إحتمال كبير جداً أكون زيهم ويمكن أسوء منهم !! وفى نفس الوقت لو فى ظروف آخرى ممكن أن لا أكون مثلهم .
السؤال ده لازم نسألة لأنفسنا قبل ما نعمل فيها شهداء الحرية والديمقراطية المسلوبة ، ودة مش إنتقاص للبنعملة ... أبداً ولكن مش حابب نكون مندفعين وفينا حاجة مش مظبوطة وإلا كل حاجة ممكن تنهار فى لحظة ضعف أى حد فينا معرض لها .
وإلخلانى أكتب عن الموضوع دة إن إحنا كتير ما بنسمع عن معارضة بتوصل للحكم أو بتحقق جزء من مطالبها وبعد كدة كل واحد يشوف مصالحة ، يعنى بالبلدى كدة خد الشعب كُـبرى سواء بقصد أو بدون قصد حتى وصل وأصبح من أصحاب الرفعة ، وأنا لا أشكك فى ذمة أحد ولكن محبش أتصدم فى نفسى أو فى غيرى فى الوقت الحرج .
والسؤال دة جزء صغير من عدة أسئلة حقيقية واقعية لازم نلاقى لها أجوبة ... مثلاً :
لو سعيت فى إنك تأخذ إعفاء أو تتهرب بطريقة ما من الجيش هل هذا يعنى إنك مش مخلص لوطنك ؟
لو إجاتلك فرصة تشتغل فيها بالحكومة عن طريق الكوسة أو حتى بالرشوة هل ستقبل؟ وهل هذا معناة إنك فاسد أو بتساعد على الفساد ؟؟؟ طيب فى الحالة دى لو شوفت حاجة غلط أو مطلوب منك تجارى الوضع ماذا سيكون موقفك ؟؟؟ طيب لو فية إمكانية إنك تكبرشوية بس مطلوب منك شويه تفتيح مخ على حبتين نفاق على حبة دوكة ممكن تعملها ؟ طبعاً الثمن فى جميع الحالات إنك تسكت خالص وبلاش سياسة وكلام كبير .
قيس على هذا المنوال مختلف جوانب حياتنا ، والإجابة على هذه الأسئلة حيوى لبلدنا قبل مايكون لنا ومجرد إن إحنا إبتدينا نجاوب بصدق مع النفس ووضوح يبقى وضعنا رجلينا على بداية الطريق الصحيح
أفيدونى أفادكم الله

Tuesday, August 09, 2005

شيزوفرينيا ... لأ.. دى مناخوليا

قرأت مقالاً لدى مدونة " وش مكرمش " أثارت لدى العديد من الخواطر ومشاعر الإزدراء و التعجب التى تعترينى عند مشاهدة التليفزيون المصرى .

فلقد كنت دائماً أتسائل عند مشاهدة أى إعلان أو مسلسل أو حتى فيلم " الناس دى منين ؟ " ، وسبب تساؤلى واضح ، فالمسلسلات على سبيل المثال دائماً - إلا ما ندر - تتناول أحد موضوعين إما صراعات رجال الأعمال أو حتى موضوع درامة إجتماعية فى بيئة رجال أعمال والموضوع الآخر هو الصعايدة .

وأشفق على المواطن المصرى البسيط عندما يستمع هو وعائلتة إلى أحد هذه المسلسلات التى تدور أحداثها فى أفلاك القصور والفيلات وبلاد العجائب وكل ممثل قد استل سيجار صباع كفتة وإتفشخ فى كلامة وهو يتحدث عن الصفقات ذات الأصفار الستة وكيف أنه قد خسر كام مليون فى صفقة بيض العصافير وكيف سيعوضها فى صفقة الجزر المخلل القادمة من بلاد الشمس والهوا والقلب إلى إتكوى ، والمسكين يا عينى يا دوب لاقى ياكل وأولادة يسألوه :" جبلنا درينك يا بابا زى إلبيشربوه فى المسلسل" ومراتة بجوارة تمصمص شفتيها وتندب حظها العاثر الذى أوردها موارد الشقاء وتتذكر بنت خالتها التى تزوجت من التاجر الكبير الذى يفسحها فى القناطر كل شم نسيم ، طبعاً بعد عدة إعلانات للسمنة وكام إعلان شاى على كام إعلان زيت من أبو سبعة تمانية جنية تبتدى تطلع القطط الفاطسة على دماغ الغلبان وتطالبة بعظائم الأمور وتبتدى إسطوانة هات هات، وتتوالى المسلسلات على هذه الشاكلة وكأن الناس عايشة فى كوكب والتليفزيون المصرى فى كوكب تانى .

وخد عندك إعلانات أليس فى بلاد دريم لاند والرحاب والساحل الشمالى - الذى لا يدرى فى أى دولة يقع - ، وإعلانات موبينيل وفودافون ما بين الشواطئ وبين السيارات الفارهه وهو يرى شباب مروش دماغة فيها كلاب والده لا تفارقهم الحسناوات وكأن الحياة بمبى بمبى والدنيا ربيع و الجو بديع ... هو فية إيه ؟؟؟!! هوإحنا مش فى مصر ولا إحنا مش من هنا ؟؟ !!

هتشترى ولااااااا

أما مسلسلات الصعايدة التى تضعك فى حالة إزبهلال او عته طفولى بسبب قصة المشاحنات المتبادلة بين عيلة الضمرانى والواد عطية ابن ام عطية الذى تقع بنت الضمرانى بية أسير عيونة المعمصة وكأن الصعيد لا يوجد بة سوى ذوى الأملاك وحروب التار المتوارثة بين العائلات ولا توجد به عقول أونبغاء .

وتستمر حملات التحريض ضد عقول الناس بحشر قصص الحب المبررة والغير مبررة فى كل مسلسل لدرجة أن المسلسل الواحد تجد فية تلات أربع قصص حب على كام حالة إستلطاف متعرفش لية وكلام فى العضل وتحت الجلد عن تعاون الشرطة والحكومه مع الشعب المطحون فى معاناته مع الأشرار ولاد الكلب .
الأفلام ... ففى أفلام الثمانينات والتسعينات ترى شجيع السيما إلبيضرب بكف مية وألف، وبيحب ست الحسن والجمال - حيزبونة مصر الأولى وجزمة الجماهير - ويحارب من أجل أن ينال المراد ويخلف منها بنين وبنات ، طباعاً كانوا بيحاولوا يقلدوا الأفلام الهندية بس للأسف حتى الأفلام الهندية فشلوا فى سرقتها ، ودائما ً وأبداً تجد قصة حب بين بطل الفيلم الصعلوك - وإلهو يمثل غالبية الشعب المطحون - وبين الغندورة ذات الحسب والنسب والمال والتى يتصارع على جمالها الرجال ، وطبعاً تضرب الكل بالجزمة وتغامر بحرمانها من الميراث من أجل الواد حمكشة الصايع بطل المهزلة السينمائية.

أما أفلام العهد الحالى فأحسن لك تعصر على نفسك خمس ست لامونات وإنت بتشوف حفنة من الظرفاء معهم السنيدة وهم يمثلون فيلماً فى الغالب مسروق وينتزعوا منك الضحكات كأنها ولادة عسيرة .

المسرحيات فحدث ولا حرج وكأن شارع الهرم فتح له أفرع جديدة فى مسارح مثل الهوسابير ونجيب الريحانى وأسماء لأعمال مسرحية من قبيل " شلح وإجرى فى الظلام " و " خربط على خربط" ما عدا مسرح محمد صبحى ..الحق يقال .. مسرح هادف رغم ديكتاتورية صبحى الواضحة فى جميع أعمالة .

هتكلم على إيه ولا إيه ، الفن فى مصرحاله يقرف، وخلى ناس كتير تهجر السينما العربية وتتجه نحو الأفلام الأمريكية والأوروبية ، أى نعم فيها أفشخانات بس صنيعية ومش بيستعبطوا والأكثرية منها تحترم عقل المشاهد وتقدم فن هادف وممتع فى نفس الوقت .

وفى المجمل أنا حاسس إن القائمين على الإعلام فى مصر سواء كان تليفزيون أو سينما أو ممثلين أو شركات إعلان ، بتستهبل الشعب المصرى وبتتعامل معة مثل صديق السوء الذى يعرض علية كل ما يثير الغرائز ولا يرقى بفكرة ، وكمعاملة القاصر الذى لايصح أن يعى الأمور وكأنها مؤامرة على عقول الناس وأذواقهم .

رحم الله المتنبى حين قال : وكم بمصر من المضحكات :: ولكنه ضحكٌ كالبكا

Tuesday, August 02, 2005

هو أهبل ولا بيستهبل


لست أدرى هل هؤلاء الناس أغبية ولا بيستغبوا ولا هما شكلهم كده ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!! صدمت صراحةً عندما أعلن مبارك عن ترشحة لفترة خامسة - فى عين العدو - ، فلقد إعتقدت أن الرجل يتراجع ويبحث عن مخرج يحفظ له ماء وجهه عندما إستغرق هذا الوقت فى أتخاذ قرار ترشحه إلا أننى كنت مخطئاً ... وصدمتى الكبرى عندما صرح بنيته " ..بأن يراجع إذا فاز بفترة خامسة قانون الطوارئ المفروض منذ خمس عشرون عاما, بحيث يكفل في الوقت نفسه مكافحة الإرهاب" وكأنه يكلم مجموعة من الحمقى والسذج الذين لا يعون شيئاً ،وهذا يعنى أنه ليست عنده نيه فى إطلاق الحريات المدنية وتفعيل قوانين حقوق الإنسان أو الإصلاح السياسى .
ماذا يعنى تصريحة هذا ؟؟ يعنى بكل بساطة أنه - بكل إنسانية وكرم أخلاق - سوف يخرجنا من الرمضاء إلى النار .
قانون الطوارئ المفروض منذ 25 عاماً لم يمنع حوادث القتل والتفجيرات الإرهابية فى الأقصر والقاهرة وقتل المثقفين فى مصر ولن يحلها أشد القوانين صرامة ً إذا أستمرت سياسة الإستغباء هذه مع الشعب .
القوانين يا سادة وضعت كـ"عواقب" أو "نتائج" للجريمة- أياً كان شكلها - وليست حلاً لها أو رادع كما يدعون إنما الحل فى البحث عن مسبباتها والعمل على رفع الحالة المعيشية والإصلاح السياسى للناس .
كيف تحد من جرائم الإرهاب والجرائم الجنائية - والتى تطورت بشكل بشع - وهناك عشوائيات وبطالة وتدنى للأجور وإرتفاع جنونى للأسعار وبيروقراطية عقيمة تنمى المشاعر العدائية والفساد بين الناس وتزيد من السوء الحالة الإقتصادية ... كيف تحد من الجرائم والإرهاب وهناك مدن مصرية وقرى هى أبعد ما تكون عن المدنية والحضارة ... كيف تحد من الجرائم والإرهاب وهناك نظام تعليمى أقل ما يقال عنة أنه حضانات للجهل ولتحطيم إرادة الشباب وطاقاتهم ... كيف تحد من الجرائم والإرهاب وهناك ضرائب من كل لون يا بتسطا وكأنها أهم الإختراعات فى القرن الواحد والعشرين وكأنها لا تهدف إلا لزيادة الأمور سوءً إلى سوء ... كيف تحد من الجرائم والإرهاب وأنت توقع إتفاقات الغاز مع قتلة الأسرى المصريين وقتلة أهلنا بالأراضى المحتلة وهناك طوابير كأنها سور الصين العظيم فى المدن المصرية للحصول على أنبوبة غاز ... بالله عليك كيف تحد من الجرائم و الإرهاب ونحن لا نجد الخبز إلا بطلوع الروح وإن وجد فإما سياحى وإما لا يؤكل ..
كيف تطفئ ناراً قد إستعرت تحت رماد الحريات التى إحترقت بنيران الفساد والديكتاتورية التى قد أزكمت الأنوف برائحتها النتنة .
خمس عشرون سنة من حكم مصر ولم تتحسن أحوال الناس ونحن نعيش ما بين هم إلى نكد إلى ضيق ولا يجد الإنسان المصرى البسيط أقل متطلباته الحياتية .
عن أى إصلاح يتحدثون هؤلاء الحمقى والبلهاء ؟؟؟!! ولمن هذا الإصلاح ؟؟؟ للشعب أم لخادم الشعب - المفترض - وعائلتة .
تطلع إلى تقارير منظمات حقوق الإنسان وحدد لنا نوع الإصلاحات والإنجازات الخارقة التى حدثت فى العهد المبارك - لا أدامة الله علينا - ودعنا من الحديث عن توشكى ومصانع المنتجات الإستهلاكية وأصحابها من الإقطاعيين الجدد الذين أستنفذوا مقدرات البلد ونهبوا البنوك من أجل مصالحهم الخاصة ومشاريع من قبيل العلب الخرسانية فى الساحل الشمالى لا يسكنها البشر إلا شهرين فى السنة والباقى مؤجر للأشباح .
كيف بالله عليكم أصدق كلمة واحدة عن الإصلاح وأنا أرى جرائم الفساد تترى كأنها لا تنتهى وكلها أرقام بالمليارات ... وإسراف حكومى لا يدل إلا على نفوس مريضة وسياسات عقيمة تقودها عقليات فاسدة أكل عليها الدهر وشرب .
أنا خلاص طهقت من العالم دى ... جتكم البلا مليتو البلد
=====
راجع إن أحببت المواقع التالية:


Monday, August 01, 2005

يعنى إيه إستقرار

عقول من النوع السنجابي‏!!‏

‏ جاء في حكم و قصص الصين القديمة أن ملكا أراد أن يكافئ أحد مواطنيه فقال له‏:‏ امتلك من الأرض كل المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيرا علي قدميك‏..‏ فرح الرجل و شرع يزرع الأرض مسرعا و مهرولا في جنون‏..‏ سار مسافة طويلة فتعب و فكر أن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها‏..‏ و لكنه غير رأيه و قرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد‏..‏ سار مسافات أطول و أطول و فكر في أن يعود للملك مكتفيا بما وصل إليه‏..‏ لكنه تردد مرة أخري و قرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد و المزيد‏..‏ ظل الرجل يسير و يسير ول م يعد أبدا‏..‏ فقد ضل طريقه و ضاع في الحياة، و يقال إنه وقع صريعا من جراء الإنهاك الشديد‏..‏ لم يمتلك شيئا و لم يشعر بالاكتفاء و السعادة لأنه لم يعرف حد الكفاية (القناعة)‏.‏
النجاح الكافي صيحة أطلقها لوراناش و هوارد ستيفنسون‏..‏ يحذران فيها من النجاح الزائف المراوغ الذي يفترس عمر الإنسان فيظل متعطشا للمزيد دون أن يشعر بالارتواء‏..‏ من يستطيع أن يقول لا في الوقت المناسب و يقاوم الشهرة و الأضواء و الثروة و الجاه و السلطان‏؟
لا سقف للطموحات في هذه الدنيا‏..‏ فعليك أن تختار ما يكفيك منها ثم تقول نكتفي بهذا القدر‏..‏ و نواصل الإرسال بعد الفاصل‏..‏ بعد فاصل من التأمل يتم فيه إعادة ترتيب أولويات المخطط‏..‏
الطموح مصيدة‏..‏ تتصور إنك تصطاده‏..‏ فإذا بك أنت الصيد الثمين‏..‏ لا تصدق؟‏!..‏ إليك هذه القصة‏..
‏ ذهب صديقان يصطادان الأسماك فاصطاد أحدهما سمكة كبيرة فوضعها في حقيبته و نهض لينصرف‏..‏ فسأله الآخر‏:‏ إلي أين تذهب؟‏!..‏ فأجابه الصديق‏:‏ إلي البيت‏ لقد اصطدت سمكة كبيرة جدا تكفيني‏..‏ فرد الرجل‏:‏ انتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة مثلي‏..‏ فسأله صديقه‏:‏ و لماذا أفعل ذلك؟‏!..‏ فرد الرجل‏..‏ عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن تبيعها‏..‏ فسأله صديقه‏:‏ و لماذا أفعل هذا؟‏..‏ قال له كي تحصل علي المزيد من المال‏..‏ فسأله صديقه‏:‏ و لماذا أفعل ذلك؟‏ فرد الرجل‏:‏ يمكنك أن تدخره وتزيد من رصيدك في البنك‏..‏ فسأله‏:‏ ولماذا أفعل ذلك؟ فرد الرجل‏:‏ لكي تصبح ثريا‏..‏ فسأله الصديق‏:‏ و ماذا سأفعل بالثراء؟‏!‏ فرد الرجل تستطيع في يوم من الأيام عندما تكبر أن تستمتع بوقتك مع أولادك و زوجتك‏..‏
فقال له الصديق العاقل‏ هذا هو بالضبط ما أفعله الآن و لا أريد تأجيله حتي أكبر و يضيع العمر‏..‏ رجل عاقل‏..‏ أليس كذلك‏!!‏
يقولون المستقبل من نصيب أصحاب الأسئلة الصعبة، و لكن الإنسان ـ كما يقول فنس بوسنت ـ أصبح في هذا العالم مثل النملة التي تركب علي ظهر الفيل‏..‏ تتجه شرقا بينما هو يتجه غربا‏..‏ فيصبح من المستحيل أن تصل إلى ما تريد‏..‏ لماذا؟ لأن عقل الإنسان الواعي يفكر بألفين فقط من الخلايا، أما عقله الباطن فيفكر بأربعة ملايين خلية‏.‏
و هكذا يعيش الإنسان معركتين‏..‏ معركة مع نفسه و مع العالم المتغير المتوحش‏..‏ و لا يستطيع أن يصل إلي سر السعادة أبدا‏.‏
يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم‏..‏ مشي الفتى أربعين يوما حتي وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل‏..‏ و فيه يسكن الحكيم الذي يسعي إليه‏..‏ و عندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعا كبيرا من الناس‏..‏ انتظر الشاب ساعتين حين يحين دوره‏..‏ انصت الحكيم بانتباه إلي الشاب ثم قال له‏:‏ الوقت لا يتسع الآن و طلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر و يعود لمقابلته بعد ساعتين‏..‏ و أضاف الحكيم و هو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت‏:‏ امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك و حاذر أن ينسكب منها الزيت‏.‏
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر و يهبط مثبتا عينيه علي الملعقة‏..‏ ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله‏:‏ هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟‏..‏ الحديقة الجميلة؟‏..‏ و هل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟‏..‏ ارتبك الفتى و اعترف له بأنه لم ير شيئا، فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة‏..‏ فقال الحكيم‏:‏ ارجع وتعرف علي معالم القصر‏..‏ فلا يمكنك أن تعتمد علي شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه‏..‏ عاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلي الروائع الفنية المعلقة علي الجدران‏..‏ شاهد الحديقة و الزهور الجميلة‏..‏ و عندما رجع إلي الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأي‏..‏ فسأله الحكيم‏:‏ و لكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك؟‏..‏ نظر الفتى إلي الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا‏..‏ فقال له الحكيم‏:‏
تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة هو أن تري روائع الدنيا و تستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت‏.‏
فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء، و قطرتا الزيت هما الستر والصحة‏..‏ فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة‏.‏
يقول إدوارد دي بونو أفضل تعريف للتعاسة هو انها تمثل الفجوة بين قدراتنا و توقعاتنا‏..‏
اننا نعيش في هذه الحياة بعقلية السنجاب‏..‏ فالسناجب تفتقر إلي القدرة علي التنظيم رغم نشاطها و حيويتها‏..‏ فهي تقضي عمرها في قطف و تخزين ثمار البندق بكميات أكبربكثير من قدر حاجتها.
=========
أوردت هذا المقال لتوضيح نقطة قد أشرت إليها فى مدونه سابقة وهى أن العديد من الشباب عندما ينخرط فى معترك الحياة يصبح همة الأول أن " يستقر " .... وعندما تسأله يعنى أية تستقر يجيب بأن الإستقرار هو الزواج وفتح بيت وتكوين أسرة المستقبل ... كلام جميل ... ولكن لى وجهه نظر فى إقران " الإستقرار " بالزواج وتكوين الأسرة ... بمعنى آخر لا أجد أن الزواج مرادفاً للإستقرار أى أن الأسم على غير مسمى ... وهذا ضمن أبعاد قضية أخرى وهى تناقض المسميات ، متناسياً أدوار أخرى لا تقل أهمية عن تكوين مؤسسة العائلة .
دعنا نرتب أوراقنا مرة أخرى ... الإستقرار فى رأيى هو " أستمرار حياة الإنسان وفقاً لما يريدة دون مشاكل" وهذا لا يوجد إلا فى المدينة الفاضلة أو فى الآخرة ... أما الزواج فهو مؤسسة المحبة والمودة والعطاء الغير مشروط بين الزوجين و لا يتأتى إستمرارة إلا بمجابهة الزوجين لمشاكل الحياة التى لا تنتهى وفقاً لتفهم كلا منهما للآخر ... ووفقاً لقناعتى الفكرية لمفهوم الزواج فإن نجاح الزوجين فى تخطى تلك العقبات يؤدى إلى الإنتقال إلى إنجاح أمر آخر وهو تربية أولاد أسوياء ... فالأطفال فى رأيى كالجائزة التى تمنح إلا لمن يستحقها .
إذاً ما العلاقة بين الإستقرار والزواج والعقل السنجابى ؟؟؟
الحقيقة العلاقة هنا هى بين الزواج والعقل السنجابى ... فالشاب غالباً لا يكون لدية هدف واضح لما يريد ويسير فى إتجاة تكوين الأسرة كنتيجة لموروثات المجتمع ولضغوط عائلية تقليدية تمارس عندما يشب الفتى عن الطوق ، ولا ينتبة إلى حق الله و الوطن والمجتمع فية فيصبح كالآلة التى تعمل دون كلل لتحصيل متطلبات أسرة المستقبل أو كما يقال :" حمار فى ساقية " وتصبح الأمور لدية غير متوازنة وبالتالى تصبح النتائج غير مرجوة . وهذا ما ناقشة الإعلامى جمال الشاعر- بشكل غير مباشر - بإسلوبة الرشيق فى مقالة السابق .
وهذا واقع ملموس لدى الكثير منا فنجد نموذج الأب الكادح الذى لا يأتى إلى منزلة إلا للراحة أو لقضاء بعض الوقت فى هدوء قبل إستئناف معركتة فى الحياة الصاخبة و لا تنال أسرتة سوى فتات إهتمامة وعواطفة المستهلكة والهدف توفير الحياة الكريمة أو السعادة كمحصلة نهائية .
والأم أيضاً لها نصيب من هذه التراجيديا الإجتماعية عندما يكون همها الأول والأخير تجهيزالطعام وترتيب المنزل وتعاطى التسوق ... وتترك أطفالها ليتلقوا تربيتهم ومثلهم وأخلاقهم من الفوضى الفضائية أو من الشوارع أو من المدارس ولا تحصنهم أو تحتضنهم تربوياً كما تحتضنهم عاطفياً ، ويحضرنى فى هذا الموضوع قول الشاعر :
ليس اليتيم من مات أبواه ... ولكن اليتيم من له أبٌ عنه مشغول وأمٌ عنه تخلت [ أو كما قال]
وبذلك نكون قد ظلمنا أطفالنا بدعوى توفير الحياة الكريمة لهم ... فهم نعمة من الله مغبونه لدى الكثير من الناس ، كغيرها من النعم التى أنعمها الله علينا ولا نلقى لها بالاً .
أما " الإستقرار " فهى كلمة مطاطة ذات بُعد نسبى تختلف معانيها والهدف إليها بإختلاف شخصية كل منا وهى غالباً كما قلت سابقاً لا توجد إلا فى مكانين إما فى الآخرة أو فى المدينة الفاضلة .
ويصل إليها المرء نفسياً قبل أن يصل إليها على أرض الواقع ؛ فالحياة إجمالاً حالة ذهنية كما قال أحدهم ... أى كما تتصور حياتك تجدها ... لذا إن أخذ الأمور ببساطة وتلقائية وعقلانية مفتاح وحل لكثير من المشاكل التى تتراكب على أعتاقنا .